والصاروخ المجنح فائق الدقة ومتعدد المهام، تم عرضه لأول مرة خلال المنتدى العسكري “الجيش-2022” الحالي بموسكو، هو ضمن فئة الصواريخ التكتيكية “جو- أرض”.

كما أن “خا- 59” أو “كاي إتش 59” مخصص لتدمير طيف واسع من الأهداف الأرضية الثابتة، بما في ذلك تلك التي لا يمكن التعرف عليها راداريًّا وبصريًّا بسبب خلفية تضاريس الأرض، وفقًا لوكالة “تاس” الروسية.

يدمر المنشآت الخرسانية

اختبرت روسيا هذا السلاح الشبحي الجديد، الملقب في الغرب بـ”ذبابة الخيل”، خلال العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا أكثر من مرة.

ففي أبريل الماضي، أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية، بوقوع انفجار إثر إطلاق القوات الروسية صاروخ كروز على مدينة أوديسا، وأكدت أن الصاروخ هو من طراز Kh-59، حيث أوقع أضرارًا بمنطقة المشروع الزراعي والمستودعات بالمدينة الأوكرانية.

كما استخدمه الجيش الروسي في مدينة نيكولايف الأوكرانية، وفقًا لموقع “روسيا اليوم” الذي قال إن “الصاروخ الجوي فائق الدقة من طراز ’كاي أتش -59 إم كا 2‘، مخصص لإصابة مختلف الأهداف الأرضية”.

ولهذا الصاروخ مواصفات تقنية تكتيكية ممتازة تسمح بتنفيذ المهام حتى في ظروف الرؤية المحدودة، وفقًا لموقع “ميليتري ووتش” الأميركي العسكري.

 قدرات رهيبة

الصاروخ “كاي إتش 59 إم كا 2″، ويطلق عليه أيضًا “كاي إتش 69″، مزود بمنظومتي الملاحة المركّبة والقيادة المستقلة، وقد يركّب خارج الطائرة أو في قسمها الداخلي.

وفقًا لمجلة “روسيسكايا غازيتا” الروسية، يبلغ مدى عمل الصاروخ 290 كيلومترًا، وسرعته من 700 – 1000 كيلومتر بالساعة.

ومن مميزات الصاروخ، تزويده برأسين قتالييْن؛ أحدهما أساسي والآخر مساعد، بوزن 40 كيلوغرامًا، تنفجر قبل انفجار الحشوة الرئيسية، ويصل مجمل وزن رأسيه من 300 كيلوغرام إلى 310 كيلوغرامات.

أما وزنه الإجمالي، فيبلغ نحو 900 كيلوغرام، ويمتد باع جناحه على مسافة 1.3 أمتار، فيما يصل طوله إلى 5.7 أمتار، كما يبلغ قطر جسمه 380 ملليمترًا.

ومن أجل تفادي الدفاعات الجوية المعادية فإن الصاروخ يحلّق على ارتفاع منخفض جدًّا، بمحرّك توربيني يزن نحو 82 كيلوغرامًا، كما يصلح لأن تجهّز به كل الطائرات الروسية الميدانية تقريبًا التي يمكن أن تطلقه من ارتفاع من 200 متر إلى 11000 متر.

والعام الماضي، قامت القوات الجوية الروسية بتزويد الصاروخ برأس قتالي قادر على اختراق المنشآت الخرسانية وتدمير مراكز القيادة المحصنة وقتل من فيها.

 ويقول الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، إن “الصواريخ الكروز الأميركية من طراز ’جي ساو‘ و’جاسام‘ والصاروخ الأوروبي ’سكالب‘ كانت تتربّع على عرش الصواريخ، لكن مع ظهور “كا إتش 59 إم كا 2” أو “كا إتش 69″ يقلل من أهمية ذلك، لأنه يمثل نقله نوعية في تصنيع صواريخ الكروز الروسية لامتلاكه تصميمًا من الفئة الشبحية، إذ أصبحت تلك الصواريخ الآن بقمة التطور، لأنها تصيب أي هدف يصعب استهدافه بواسطة الصواريخ التقليدية”.

ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه “بالتصميم المميز للصاروخ الجديد ذي البصمة الرادارية المنخفضة جدًّا والسرعات الترانسونيك يسهل التحكم فيه لاختراق أعتى شبكات الدفاع الجوي، والتحكم فيه للطيران في مسارات متغيرة بهدف المناورة، واختيار أفضل الاتجاهات وتوقيت الهجوم على أهداف شديدة التحصن والحماية”.

ويردف: “كاي إتش – 59 سيكون مناسبًا جدًّا لتسليح مقاتلات الجيل الجديد من طراز سو- 75 وسو- 57، وأيضًا طائرات بدون طيار من طراز ’أوخنتيك‘، وهو ما يجعله ينافس نفس النوع من الصواريخ الأميركية والأوروبية”.

وتابع مينا عادل، قائلًا: “يجمع في تكوينه فئة الصواريخ فوق الصوتية وفرط الصوتية، وبهذا فهو تركيبة قاتلة لأقوى الأهداف المراد تدميرها حتى مع تطور المنظمات الدفاعية الموجودة على الأرض أو المحمولة في البحر”.

skynewsarabia.com