يأتي ذلك بعدما كشفت وزيرة الدولة في وزارة الدفاع البريطانية، البارونة أنابيل جولدي، عن سعي بلادها لنقل ذخيرة اليورانيوم المستنفد إلى كييف، ضمن جهودها لتوفير سرب من الدبابات القتالية “تشالنجر 2” لأوكرانيا، بما في ذلك “القذائف الخارقة للمدرعات”.

وأوضحت في بيانها ردًا على سؤال من عضو مجلس اللوردات اللورد هيلتون، والذي اطلعت عليه “سكاي نيوز عربية”، أن تلك “القذائف سيتم تسليمها للاستخدام مع دبابات “تشالنجر 2 القتالية”، معتبرة أن مثل هذه القذائف “فعالة للغاية في هزيمة الدبابات الحديثة والعربات المدرعة”.

وما إن جرى الإعلان عن الخطوة البريطانية، حتى هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بـ”الرد” في حال مضت لندن في خطتها، فيما حذر وزير دفاعه سيرجي شويجو من “صدام نووي” محتمل بين موسكو والغرب.

وقال بوتن إن “هذه الخطوة تنذر بتحول الغرب إلى تزويد كييف بأسلحة تحتوي على مكونات نووية… إذا حصل ذلك، ستكون روسيا مضطرة إلى الرد”.

ما هي ذخائر اليورانيوم المستنفد؟

  • تقول الأمم المتحدة إن اليورانيوم المستنفد عبارة عن معدن ثقيل سام، وهو المنتج الثانوي الرئيسي لعملية تخصيب اليورانيوم، باعتباره المادة المتبقية على إثر إزالة معظم نظائر اليورانيوم الشديدة الإشعاع لأغراض استخدامها كوقود نووي أو في الأسلحة النووية.
  • يملك اليورانيوم المستنفد نفس خصائص السمية الكيميائية التي يتميز اليورانيوم، بيد أنه يتسم بدرجة أقل من السمية الإشعاعية.
  • نظرا لكثافته العالية، التي تعادل حوالي ضعف كثافة الرصاص، يستخدم اليورانيوم المستنفد في الذخائر المصممة لاختراق الدروع.
  • يمكن أن يستخدم أيضا لتعزيز المركبات العسكرية مثل الدبابات، أما الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المستنفد، فهي تنفجر بفعل الارتطام وتطلق غبار أوكسيد اليورانيوم.
  • في العقود الثلاثة الماضية، كانت قذائف اليورانيوم المستنفد هي الخيار المفضل لكل من جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا
  • مع ضعف كثافة الرصاص، وبقدر صلابة الفولاذ المقوى، يمتلك اليورانيوم المستنفد قدرات قوية على اختراق الدروع.
  • عند الاصطدام، تحافظ الطلقات المصنوعة من اليورانيوم المستنفد على شكلها بشكل أفضل، أما أثناء اختراقه للدروع، يحترق اليورانيوم باللون الأبيض، وغالبًا ما يؤدي إلى حدوث نار كثيفة في خزانات الوقود أو مخازن الذخيرة.
  • لا يوجد حظر دولي على استخدام طلقات اختراق الدبابات المصنوعة من اليورانيوم المستنفد، وهو منتج ثانوي لتخصيب اليورانيوم.

سيناريو يوغوسلافيا

  • جرى استخدام الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المستنفد خلال قصف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999 خلال حرب كوسوفو، حيث ألقي ما يقارب 15 طناً من اليورانيوم المستنفد خلال 3 أشهر.
  • تم إطلاق حوالي 3000 صاروخ كروز وإلقاء 80 ألف طن من القنابل المختلفة، بما في ذلك الذخائر العنقودية وقذائف اليورانيوم المستنفيد
  • تسبّب ذلك في تلويث أنهار البلاد بمواد كيميائية سامة، في حين قُدّر عدد الضحايا ما بين 3500 و4000 شخص لقوا مصرعهم وجرح حوالي 10 آلاف في تلك الضربات
  • بعد ذلك، شهدت صربيا أعلى معدل للأورام الخبيثة في أوروبا، حيث تم تشخيص أكثر من 30 ألف شخص بالسرطان في السنوات العشر الأولى منذ التفجير.
  • تثير تلك الذخائر جدلًا بأنها يمكن أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بسرطان الدم وتلف الكلى وسرطان الرئة.

مخاطر ومخاوف من خطوة لندن

من جانبه، اعتبر الخبير العسكري الروسي كونستانتين سيفكوف، أن استخدام ذخائر اليورانيوم المستنفد يهدد حياة المدنيين الذين يعيشون في منطقة العمليات العسكرية، ويمكن أن يتسبب في تلوث نووي ويزيد من عدد حالات الإصابة بالسرطان.

في حين، أوضح الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، محمد حسن، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن بريطانيا لا تزال تتصدّر قائمة الدول التي تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا من الناحية النوعية، كونها أول دولة تزود كييف بدبابات القتال الرئيسية، إضافة لتدريب القوات الأوكرانية على حروب الخنادق داخل أراضيها، ثم خطوة تزويدها بالذخائر الخارقة للدروع المحتوية على يورانيوم مستنفد.

ولفت إلى أن ذخائر اليورانيوم المستنفد تعتبر من أخطر أنواع الذخائر المخصصة لاختراق الدروع الكثيفة وإحداث أضرار بالغة بالمدرعات والمدرعات والدبابات وتحصينات المشاة، والمبانى والمنشآت كذلك.

ولا تقتصر تلك القذائف على قذائف الدبابات، ولكنها تشمل أيضاً المدافع الرشاشة من الأعيرة المتعددة ولا سيما تلك العاملة على متن الفرقاطات والسفن الحربية، حيث تقدم قذائف اليورانيوم ميزة صهر التدريع الكثيف حتى 450 ملم، وفق الباحث العسكري.

التأثير على ميدان القتال

  • وحدد الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، تبعات استخدام بريطانيا لهذه القذائف في أوكرانيا، على النحو التالي:
  • دخول هذا النوع من القذائف للميدان الأوكراني يعني تغييرا لقواعد وضوابط الميدان من الناحية التسليحية، وتغييرا يهدد معه توازن الخطورة والخطوط الحمراء وتباعا منظومة الردع والدرع المتبادل والتي تمنع انفلات الحرب في أوكرانيا إلى حالة مواجهة تدميرية شاملة بين القوى الدولية.
  • انتقال مستوى تسليح القوات الروسية في دونباس وخطوط تماسه لتشمل تدابير الحرب النووية والكيماوية، بمعنى أدق أن تشكيلات المشاة الميكانيكية ستتعامل بتدابير إضافية احترازية وقد يؤدي إلى جمود حالات التقدم الميداني باتجاه المدن الكبرى لكلا الفريقين.
  • زيادة الضربات المدفعي الصاروخية الجوالة على أهداف بالوسط والعمق والبنى التحتية للتصنيع العسكري الأوكراني ونقاطه اللوجيستية.
  • تهديد موضع الغرب الأوكراني كونه أحد أكثر المناطق الأوكرانية أمناً وأهمها على الإطلاق في استقبال وحيازة الأسلحة الغربي المتدفقة عبر البر البولندي.
  • انتقال المعركة في أوكرانيا من حرب الخنادق على غرار الحرب العالمية الأولى، لحرب الصواريخ الجوالة والموجهة ضد الدروع، لتصبح المدرعات والدبابات ضد صواريخ التاو والجافلين والكورنيت، واسراب المسيرات التجارية التي يجرى تعديلها لإسقاط القنابل اليدوية والحارقة.

skynewsarabia.com