ففيما ظهر الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو، حاملا سلاح الكلاشنكوف لمقاومة الهجوم الروسي، ظهرت رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، الملقبة بـ”ملكة الغاز” و”جميلة أوكرانيا”، بسلاح ناري للدفاع عن بلادها، كما أظهرت مقاطع فيديو مقاومة أحد الأوكرانيين لدبابة روسية بأحد شوارع مدينة بخماش، شمال أوكرانيا.

واستأنفت روسيا هجومها من جميع الاتجاهات على أوكرانيا، بعد توقف يوم الجمعة وفشل المفاوضات بين موسكو وكييف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تكرار لتعليقات مماثلة من الكرملين، إن التوقف الجمعة، جاء توقعا لإجراء محادثات بين موسكو وكييف، لكن الهجوم استؤنف بعد أن رفضت أوكرانيا التفاوض.

 

رئيس سابق بسلاح الكلاشنكوف

جاء أوّل مشهد، ظهور الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو، وهو محاط بمجموعة من العسكريين ويحمل سلاحا من طراز الكلاشنكوف أمام إحدى الأبنية في العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال بوروشينكو من شوارع كييف بينما تهاجم القوات الروسية العاصمة، عن حمل السلاح “هذه رسالتي للعالم”.

ويضيف لموقع “سي إن إن” أن “الجميع هنا، كل الشباب وكبار السن يفهمون تماما أن لدينا هذا الخطر، الآن هذه كارثة”.

وأردف: “هذا مجرد عرض لمدى صعوبة الأمر، الآن في أوكرانيا وما مدى جنون بوتين، شخص من الجحيم، الشخص الذي أتى إلى هنا لقتل أوكرانيا وقتل الأوكرانيين”، وفق قوله.

وعاد الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشنكو إلى بلاده مطلع يناير الماضي، بعد غياب دام شهرا، غير مبال بالمصير الذي ينتظره.

وكان بوروشنكو، 56 عاما، المنافس الأكبر للرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي، وأحد أغنى الشخصيات في أوكرانيا، يواجه احتمال توقيفه بتهمة “الخيانة العظمى”.

 وجعل بوروشنكو خلال وجوده في السلطة أوكرانيا أقرب إلى الغربيين، لكنّه فشل في القضاء على الفساد والفقر. ووعد بالقضاء على هذه الآفات لكنّه لم يحرز تقدّما كبيرا حتى الآن.

واتهم بوروشنكو الرئيس الحالي بأنه هو مَن أمر بإجراءات الدعوى المرفوعة ضده “لصرف الانتباه” عن مشاكل البلاد، معتبرًا أن هذا الصراع السياسي الداخلي “يضرّ جدًّا” بموقف كييف تجاه موسكو.

وتقدّر مجلة “فوربس” ثروته بـ1.6 مليارات دولار، قبل أن يهزمه زيلينسكي، وهو حاليا نائب في البرلمان الأوكراني، ويرد اسمه في عشرات الملفات القضائية.

ملكة الغاز

وفي المشهد الثاني، ظهرت يوليا تيموشينكو، السياسية الأوكرانية المعارضة لموسكو والمؤيدة لعلاقات قوية مع الغرب، بالسلاح الناري بأحد شوارع كييف للدفاع عن العاصمة في وجه الهجوم الروسي.

ويتذكر الشعب الأوكراني تلك المرأة الشجاعة التي تولّت رئاسة الوزراء بأوكرانيا خلال الفترة من 2007 حتى 2010.

وعُرفت يوليا في أوكرانيا باسم “ملكة الغاز”، وكانت مسؤولة عن صناعة الغاز الطبيعي، وكانت واحدة من أنجح سيدات الأعمال في أوكرانيا، ثم قررت دخول معترك السياسة، ونجحت بشكل كبير وأصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في أوكرانيا لبضعة أشهر في 2005، ومن عام 2007 حتى 2010.

وخلال فترة وجودها في السلطة عارضت روسيا عدة مرات، ومن أشهر مواقفها المعارضة تصريحها بأنها “لن أسلّم شبرا واحدا من أرض بلادي إلى روسيا، وسأنجح في ذلك حتى لو كان عليّ القتال”.

وفي عام 2005، صنّفت مجلة “فوربس” يوليا تيموشينكو كثالث أقوى امرأة في العالم.

أوكراني يقاوم دبابة روسية

 أما ثالث تلك المشاهد التي وثقت مقاومة الأوكرانيين للهجوم الروسي، كان فيديو دراميا من بخماش تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهر الفيديو مواطنين أوكرانيين يقفون أمام الدبابات الروسية في محاولة لوقف تقدّمهم.

وخلال مقطع الفيديو، ظهر رجل مُسن وهو يُقاوم دبابة روسية لمنع تقدّمها وهي تسير على الطّرق في باخماش، على بُعد ما يزيد قليلا على 110 أميال شمال شرق العاصمة الأوكرانية كييف.

وفي الفيديو، الذي لم تتجاوز مدته 59 ثانية، ظهر المسن الأوكراني وهو يقف أمام الدبابة، لكنها تقدّمت، فقفز فوقها، ثمّ ما لبث أن نزل ووقف أمامها مجددا وسعى لدفعها للخلف.

ومُعلّقا يقول الدكتور نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسة في جامعة جورج واشنطن، إن الغرب خذل الأوكرانيين، الذين أصبحوا يدركون بمرارة أن دول أوروبا وأمريكا لن تقف معهم.

ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية: “الأوكرانيون بدأوا يشعرون بخسارة الحرب بطريقة استراتيجية، وأن بريطانيا وأمريكا دفعاهم إلى معركة غير متكافئة مع روسيا، مكتفين بفرض عقوبات”.

وأردف: “الرئيس الأوكراني دعا شعبه إلى المقاومة والتصدّي للهجوم الروسي، وهو ما دفع بعض الأوكرانيين لتسجيل تلك البطولات”.

من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أنّ أوكرانيا “أخرجت” خطة الهجوم الروسية “عن مسارها” في اليوم الثالث من غزو بلاده، داعيًا الروس إلى الضغط على فلاديمير بوتين لوقف الحرب.

skynewsarabia.com