بعد استقالة ليز تراس الأسبوع الماضي، سيختار الحزب الحاكم ثالث رئيس وزراء لبريطانيا هذا العام في فترة تشهد اضطرابات سياسية وتحديات اقتصادية ضخمة.
سوناك، البالغ من العمر 42 عاما، المرشح الوحيد الذي حصل على دعم مؤكد من أكثر من 100 نائب، وهو العدد المطلوب لخوض الانتخابات.
لا تمتلك بيني موردونت، رئيسة مجلس العموم، عددا كبيرا من النواب الداعمين، لكنها تهدف للوصول إلى الحد الأدنى بحلول موعد غلق الترشيحات في الساعة الثانية مساء.
وبحسب النتائج الأخيرة، فقد حصل سوناك على تأييد 187 نائبا، مقبل حصول مودرونت على تأييد 24 نائبا فقط، وفقا للتحديث الأخير بحسب قناة سكاي نيوز البريطانية.
في حال لم تحصل على مائة ترشيح، سيفوز سوناك بالتزكية، ويستطيع الانتقال إلى 10 داونينغ ستريت بحلول مساء الاثنين.
إذا حصد كلاهما على العدد المطلوب، سيصوت 357 نائبا من حزب المحافظين اليوم الاثنين لإظهار مرشحهم المفضل.
وإذا لم ينسحب أي منهما لاحقا، سيذهب الاختيار إلى 172 ألف عضو بالحزب في جميع أنحاء البلاد مع إعلان النتيجة يوم الجمعة المقبل.
تتعرض موردونت لضغوط شديدة للتنحي وعدم فرض هذا التصويت الفضفاض إذا كان سوناك المرشح المفضل للنواب.
من جانبه، قال وزير الداخلية غرانت شابس، وهو من أنصار سوناك، إن وزير المالية السابق “لا يعتقد أن المنافسة مضمونة”.
وقال “سوناك تحدث إلى زملائه هذا الصباح، ويعمل بجد لجذب المؤيدين الذين ربما كانوا مع بوريس جونسون في السابق. دعونا نرى ما سيحدث”.
وعد سوناك، الذي حل ثانيا بعد تراس في انتخابات قيادة حزب المحافظين هذا الصيف لخلافة جونسون، بالعمل اعتمادا على النزاهة والكفاءة المهنية والمساءلة في حال شكل حكومة، على النقيض من الفوضى التي عصفت برئيسي الوزراء السابقين.
كان احتمال عودة جونسون قد ألقى بحـزب المحافظين المنقسم بالفعل في مزيد من الاضطرابات. وقاد جونسون الحزب إلى فوز انتخابي ساحق في عام 2019، لكن رئاسته للوزراء خيمت عليها فضائح مالية وأخلاقية أصبحت في النهاية أكبر من أن يتحملها الحزب.
في بيانه أمس الأحد، أصر جونسون على أنه كان “في وضع جيد لتحقيق فوز المحافظين” في الانتخابات الوطنية المقبلة، المقرر إجراؤها بحلول عام 2024.
وقال إنه كان سيفوز على الأرجح في اقتراع أعضاء حزب المحافظين ضد أي من منافسيه.
أضاف “لكن خلال الأيام الأخيرة توصلت للأسف إلى استنتاج مفاده أن هذا لن يكون الشيء الصحيح الذي يجب فعله”.
بيد أنه ألمح إلى أنه ربما يعود، قائلا “أعتقد أن لدي الكثير لأقدمه، لكني أخشى أن هذا ببساطة ليس الوقت المناسب”.
استقالت تراس يوم الخميس بعد 45 يوما مضطربة في المنصب، معترفة بأنها لا تستطيع تقديم حزمة اقتصادية غير متقنة لخفض الضرائب، والتي اضطرت للتخلي عنها بعد أن أثارت غضبا داخل حزبها وأدت إلى اضطرابات في الأسواق المالية لأسابيع.
قاد سوناك، الذي شغل منصب وزير الخزانة من عام 2020 حتى هذا الصيف، اقتصاد بريطانيا المتراجع خلال جائحة فيروس كورونا. واستقال في يوليو احتجاجا على قيادة جونسون.
يغذي اضطراب حزب المحافظين المطالب بإجراء انتخابات وطنية.
بموجب النظام البرلماني البريطاني، ليس هناك حاجة لأن يكون هناك انتخابات حتى نهاية عام 2024، على الرغم من أن الحكومة لديها القدرة على الدعوة لها مبكرا.
وفي الوقت الحالي يبدو هذا غير مرجح. وتقول استطلاعات الرأي إن الانتخابات ستؤدي إلى كارثة بالنسبة للمحافظين، حيث يحظى حزب العمال من يسار الوسط بدعم أغلبية كبيرة.