وتقول أوكرانيا إن بوتشا، الواقعة شمال غرب كييف شهدت مقتل المئات على أيدي القوات الروسية، فيما تنفي موسكو ذلك.
ورصد المراسل خندقا في ساحة إحدى الكنائس يبلغ طوله 10 أمتار، وفي داخله بعض الجثث الموضوعة في أكياس، وجثث أخرى ملفوفة بالقماش وثالثة بقيت عارية بلا غطاء.
وقال إن أكثر من 60 جثة رميت في الخندق، تضخمت وتعفنت بسبب طول المدة التي مضت على وفاة أصحابها، رغم أن درجات الحرارة منخفضة للغاية في بوتشا.
ونقل عن أحد السكان قوله إن المقبرة الجماعية تتضمن نساءً وأطفالا ورجالا، وكان فيها مدنيون وعسكريون على حد سواء.
وذكر شاهد العيان أن بعض القتلى في المقبرة الجماعية كانت أيديهم مكبلة إلى الخلف، وجرى إطلاق الرصاص عليهم، وكان من بين هؤلاء مسؤولين في المدينة مثل أعضاء في مجلسها.
وجال مراسل “سكاي نيوز عربية” في عدد من شوارع بوتشا، حيث رأى طلقات نارية على سيارات، كان على بعضها آثار دماء جافة.
ورصد جثة واحدة على الأقل تعود لشخص كان يقود دراجة هوائية، بقي في المكان ذاته، الذي كان فيه عندما أطلقت النيران عليه.
وشاهد المراسل عربات أطفال صغار ملقاة في الشوارع، دون أن يعلم إن كان أصحابها تركوها هناك أم أن أحدا نقلها إلى الشوارع، ليتم تصويرها هناك من طرف وسائل الإعلام.
وأصبحت بوتشا حاليّا شبه مدينة أشباح، فهي خالية تقريبا ورائحة الموت تفوح في كل المكان، بحسب المراسل.
وجهّزت السلطات الأوكرانية ثلاث مقابر من أجل إعادة دفن أولئك الذين قتلوا وألقي بهم على عجل في المقابر الجماعية، لكي يواروا الثرى بطريقة لائقة، وفقا للديانة المسيحية، وذلك بعد التعرف على هوياتهم.
واستغرقت رحلة مراسل “سكاي نيوز عربية” من كييف إلى بوتشا أكثر من ساعتين بسبب نقاط التفتيش والدبابات المتفحة والجثث المتناثرة.