وخلال اليوم الثاني من زيارته لروسيا، الثلاثاء، أكد الرئيس الصيني أن بلاده “ستواصل جعل العلاقات مع روسيا أولوية”، قائلا إن البلدين “قوتان كبريان جارتان وشريكان استراتيجيان”.

ويفسر محللان سياسيان، أحدهما من بكين والثاني من موسكو، لموقع “سكاي نيوز عربية”، فحوى رسائل الرئيس الصيني خلال زيارته الحالية لموسكو، ووصفا العلاقة بين البلدين الجارتين الكبرتين بـ”الاستراتيجية”.

رسائل الرئيس الصيني

الهدفان الرئيسيان لزيارة الرئيس الصيني لموسكو هما “تقوية الشراكة مع روسيا، ومناقشة مبادرة السلام الصينية لإنهاء حرب أوكرانيا”، كما تقول الكاتبة والمحللة السياسية الصينية، فيحاء وانغ تشين.

وفيما يخص الشراكة، تُذكر بإعلان البلدين لـ”الشراكة بلا حدود” العام الماضي، وتفسرها فيحاء، في ضوء تأكيد شي على “استراتيجية” العلاقات، بالتالي:

  • يشكل البلدان جبهة مشتركة بوجه الغرب، ويرفضان هيمنته.
  • البلدان يعملان بشدة على بروز عالم متعدد الأقطاب، وعلاقات دولية أكثر ديمقراطية.
  • البلدان يعارضان الدفع نحو “حرب باردة جديدة”.
  • البلدان عضوان دائمان بمجلس الأمن الدولي، وطرفان في مجموعة العشرين ومجموعات رئيسية أخرى على الساحتين العالمية والإقليمية.
  • سبق أن عملتا بشكل وثيق إزاء قضايا تخص شبه الجزيرة الكورية وأفغانستان، وغيرها.
  • روسيا والصين بصفتهما الدولتين المؤسستين لـ”منظمة شانغهاي للتعاون”، دفعتا التعاون متعدد الأطراف إلى الأمام، ووسعتا تركيز المنظمة من الأمن إلى السياسة والاقتصاد والتبادلات الشعبية والثقافية”.
  • في إطار آلية “بريكس”، لعبت بكين وموسكو دورا نشطا في دفع إصلاحات الحوكمة الاقتصادية العالمية.
  • الرئيس الصيني يعتبر بوتين صديق قديم.

“صداقة” بوتين وشي

حول النقطة الأخيرة، يرى المحلل السياسي الروسي، أندرية مورتازين، أن بوتين وشي “صديقان ويفهمان بعضهما البعض، ولديهما عقلية متشابهة”.

كما يتفق مع فيحاء في أن العلاقات الاستراتيجية “يعززها إيمان البلدين بعالم متعدد الأقطاب، وسعيهما لإلغاء الهيمنة الأميركية، ويسندهما في ذلك أن روسيا والصين دولتان جارتان عظمتان من حيث الأراضي والإمكانيات والقدرات الاقتصادية والعسكرية”.

ويسلط مورتازين الضوء على ثقل حجم التعاون بين البلدين، والذي يؤكد على حاجتهما لبعضهما بقوة:

  • روسيا أكبر مورد للنفط والغاز للصين.
  • حجم التبادل التجاري بين البلدين 200 مليار دولار.
  • روسيا تشارك الصين في مشروع نقل عملاق.

المضي بثبات

كلما كان العالم أكثر اضطرابا، ينبغي أن تمضي العلاقات بين الصين وروسيا إلى الأمام بشكل أكثر ثباتا”، حسب المحللة السياسية الصينية.

وفق فيحاء، فقد “مكّنت الجهود الصينية والروسية الاقتصادات الناشئة والدول النامية من أن يكون لها رأي أكبر على المسرح العالمي”.

ترى كذلك أن “الاقتصادات النامية”، المتمثلة في دول “بريكس”، أصبحت المحرك الجديد للعولمة الاقتصادية في عالم اليوم، الذي يعاني من بروز “الشعبوية والحمائية”، على حد تعبيرها.

من جانبه، يتوقع المحلل السياسي الروسي، أن تكون روسيا بجانب الصين في حال أي نزاع بين بكين وواشنطن حول جزيرة تايوان، وفيما يخص أوكرانيا، يقول إن “موسكو تشيد بالدور الصيني لحل الأزمة الأوكرانية”.

skynewsarabia.com