وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الإصابات اليومية الخمسين ألفا منذ بداية الوباء في ألمانيا، حيث تسجل أعداد قياسية من الإصابات.
وبلغ عدد الوفيات 235 خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وسجل المعهد الصحي الألماني، الأربعاء، نحو 40 ألف إصابة جديدة، فيما سجلت السلطات الصحية الروسية، الثلاثاء، أعلى حصيلة وفيات منذ بدء ظهور الوباء بواقع 1211 حالة وفاة خلال يوم واحد، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى نحو ربع مليون.
رعب يجتاح أوروبا
وعلى وقع هذه الأرقام والاحصائيات “المفزعة” في كل من روسيا وألمانيا، وهما من أكبر بلدان القارة الأوروبية، حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن وتيرة انتقال عدوى كورونا في أوروبا “مقلقة جدا” في الوقت الحالي، مما قد يؤدي إلى تسجيل نصف مليون وفاة إضافية في القارة بحلول فبراير المقبل.
ويرجع خبراء صحيون الارتفاع الكبير في الإصابات والوفيات خلال الأسابيع القليلة الماضية، في العديد من بلدان القارة الأوروبية، إلى بطء عمليات التطعيم نسبيا، إذ تظهر الأرقام الرسمية أن 70 في المئة من السكان في ألمانيا مثلا تلقوا كامل جرعات اللقاح.
ويشيرون إلى أن معظم المرضى المصابين في وحدات العناية المركزة هم من غير الملقحين، فيما ترتفع أعدادهم بشكل مضطرد.
فضلا عن أن التراخي والتهاون في اجراءات الوقاية كالتباعد الاجتماعي وعدم ارتداء الكمامات، هي بدورها من مسببات هذه الموجة الوبائية الجديدة التي تلوح في الأفق الأوروبي.
وفي هذا السياق، يقول المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية، هانس كلوغه: “أصبحنا مجددا مركز الجائحة، فالوتيرة الحالية لانتقال العدوى وانتشارها في أوروبا مقلق للغاية، وإذا بقينا على هذا المنوال، قد نسجل نصف مليون وفاة إضافية من جراء مضاعفات كوفيد-19 في أوروبا بحلول شهر فبراير”.
ويسجل عدد الوفيات والإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد، ارتفاعا ملحوظا منذ 6 أسابيع متتالية في أوروبا، ويسجل الارتفاع الجديد خصوصا في بلدان مثل روسيا وأوكرانيا ورومانيا وألمانيا.
فصل الشتاء
ويأتي ذلك وسط تحذيرات من أن فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، سيحمل معه موجة جديدة من الوباء في أوروبا، لا سيما وأن احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة في حال عدم وضع ضوابط لها ستسهم في انتشار واسع للمرض، وفق ما يحذر المراقبون.
وفي هذا السياق، يقول الطبيب زامو بختيار، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”: “انتشار الفيروس بهذا الشكل المريع في أوروبا ينعكس خطرا على كافة القارات والمناطق حول العالم، ففضلا عن الكثافة السكانية في أوروبا، فهي بموقعها الجغرافي ما بين تلك القارات، وما تتميز به من ثقل اقتصادي وسياسي وسياحي، يجعلها بمثابة حلقة وصل العالم ببعضه، وهذا يعني أوتوماتيكيا انعكاس هذه الموجة الوبائية على كافة أنحاء المعمورة”.
وأضاف: “رغم توفر الإمكانيات والقدرات الطبية والاقتصادية الهائلة في بلدان أوروبا، لمواجهة أكثر حزما ونجاحا مع الفيروس الفتاك، لكن مع الأسف ثمة ثغرات جوهرية في طرق التعاطي الأوروبي مع الجائحة”.
وأشار إلى “تضارب في بعض الأحيان بين طرق المعالجة والتصدي للجائحة”.
وأكد أنه كان من “الأجدى بلورة سياسة صحية موحدة على صعيد بلدان الاتحاد الأوروبي، فهذا البلد يعتمد سياسة مناعة القطيع وذاك يعتمد الإغلاق وثالث بين بين، وفي المحصلة ها نحن نرى كيف أن هناك إخفاقا أوروبيا عاما في مواجهة كوفيد-19”.