وأعلن الجيش الأميركي إلغاء تجربة الصاروخ بعد أن أعلن مطلع مارس إرجاءها في محاولة لتخفيف التوتر مع روسيا.

وتجربة صاروخ “مينيتمان 3” روتينية تجرى 4 مرات سنويًّا في قاعدة بولاية كاليفورنيا التي تطلق منها الصواريخ إلى هدف في المحيط الهادئ.

وتعقيبًا على ذلك، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إن “السبب المعلن هو أن الولايات المتحدة ألغت اختبارًا للصاروخ الباليستي “مينيتمان 3″ بسبب اهتمامها بخفض التوترات النووية مع روسيا خلال الحرب الجارية في أوكرانيا. ومع ذلك، هذا ليس دقيقًا ولا هو السبب الحقيقي”.

 وعن السبب “الحقيقي”، تقول إيرينا تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هناك سببان حقيقيان لهذا القرار؛ أولهما أن بايدن وإدارته يعارضان أيديولوجيا الانتشار النووي وامتلاك الولايات المتحدة للصواريخ الباليستية، هذه أيديولوجية يسارية للغاية من حقبة الحرب الباردة، وبايدن كان يبحث عن أعذار مناسبة لإلغاء ما كان يعارضه من تلقاء نفسه، لكن بطريقة تروق للجمهور الأميركي، خاصة الانعزاليين، وداعمي السلام، وأولئك الذين تم التلاعب بهم للخوف من حرب نووية”.

وأضافت أن “السبب الثاني هو أن بايدن يواصل الضغط للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ويرى روسيا كمحاور مهم في حل الخلافات مع إيران؛ لذلك منذ البداية يفعل أي شيء لإرضاء موسكو، وعلى الأرجح، ستفسّر روسيا إيماءة من هذا النوع على أنها حُسن نيّة من الولايات المتحدة، ويمكن حل باقي القضايا العالقة”.

 وتستدلّ الخبيرة الأميركية على رأيها بأن “السبب الأميركي المعلن ليس دقيقًا؛ لأنه لا توجد توترات نووية معينة مع روسيا، لم تهدد روسيا في أي وقت باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في تجارب الصواريخ الباليستية؛ في الواقع، صرح دميتري بيسكوف مستشار (الرئيس الروسي)، صراحةً بأن روسيا لن تلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية من أي نوعٍ إلا في حالة وجود تهديد وجودي”.

وبناءً على ذلك، لفتت إلى أنه “من الواضح جدًّا أن جميع أعضاء حلف الناتو اهتمّوا بشدة لتجنب أي شيءٍ يمكن أن تعتبره روسيا تهديدًا أو استفزازًا؛ ومع ذلك، فقد تم استدعاء فزاعة روسيا باستمرار. ومع حصول أوكرانيا على مساعدات عسكرية متطورة بشكلٍ متزايدٍ بمرور الوقت، لم تتحرك روسيا لمهاجمة أي من أعضاء الناتو حتى بالأسلحة التقليدية، ناهيك بالأسلحة النووية”.

أما أكبر تهديد من روسيا هو “قدرتها على الابتزاز في مجال الطاقة والاقتصاد وحرب المعلومات – الهجمات الإلكترونية”، وفق المتحدثة ذاتها.

إمكانيات “مينيتمان 3”

و”مينيتمان 3″ هو الصاروخ الباليستي الوحيد العابر للقارات، المرابط أرضًا ضمن تسليح الولايات المتحدة، وحسب تقارير إعلامية، فإن واشنطن تمتلك 450 صاروخًا من هذا النوع ضمن القوات الجوية.

 والصاروخ الأميركي قادر على حمل رؤوس نووية، وهو من تصميم وصناعة شركة “بوينغ” ويصل وزنه إلى 36 ألف كيلوغرام.

أما سرعة صاروخ “مينيتمان 3” فتصل إلى 23 ماخ، ويبلغ مدى الطيران الخاص به 13 ألف كيلومتر، بينما يصل أقصى ارتفاع تحليق إلى ألف و100 كيلومتر.

skynewsarabia.com