ومع زيادة الضغوط الاقتصادية إلا أن المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، صرحت بأن المستشار أولاف شولتز، لا يفكر في التراجع عن فرض العقوبات على روسيا، حتى مع توقع ارتفاع تكلفة الطاقة بشكل أكبر.

ورغم الإقرار بالصعوبات التي تلوح في الأفق، أكدت ألمانيا وقوفها بحزم مع أوكرانيا، موازاة مع استمرار العقوبات على موسكو.

ويعلق أبوبكر الديب، مستشار المركز العربي للدراسات، لموقع “سكاي نيوز عربية”، بأن ألمانيا مجبرة على اتباع النهج الأميركي في الأزمة الأوكرانية، وتطبيق العقوبات علي موسكو التي اقتربت من 11 ألف عقوبة، رغم تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بقطع الغاز عن ألمانيا، وما يتبعه من تهديد للاقتصاد الألماني وربما شتاء بارد.

بين فكي كماشة

ويرى مستشار المركز العربي للدراسات أن ألمانيا توجد بين فكي كماشة، الفك الأول هو اعتمادها شبه الكامل على الغاز والنفط الروسيين مع عدم توفر بدائل أخرى، والفك الآخر هو أن تدعم أوكرانيا استجابة لسياسة التحالف الغربي للضغط على روسيا اقتصاديا.

وهذا الموقف العصيب يتردد صداه وسط قطاعات واسعة من الألمان القلقين مما سيواجهونه في الشتاء المقبل، إن وصل الخلاف بين بلدهم وموسكو لحد يدفع الأخيرة لقع إمدادات الغاز، بحسب الديب.

ويتابع الديب أن الحكومة تستعد لمواجهة هذا الاحتمال بحلول طارئة، منها تأسيس إدارة أزمات، وسحب الغاز من المخزونات حتى تجاوزت عمليات السحب عمليات الضخ فيها، ووصلت نسبة ملء الخزانات إلى 64.5 في المئة، بينما تسعى برلين إلى أن تصل نسبة الملء إلى 90 في المئة بحلول نوفمبر؛ لتلبية طلبات الشتاء، كما رفعت مستوى مخاطر الغاز إلى ثاني أعلى درجة وهي مرحلة “الإنذار”.

كذلك طالبت الحكومة المستهلكين بتوفير 20 في المئة على الأقل من استخدامهم للطاقة؛ لتجنب نقص الغاز بحلول ديسمبر بسبب انخفاض واردات الغاز الروسي، خاصة أنها تخشى أن يستغل المتطرفون الشتاء وزيادات الأسعار للقيام بأنشطة تناهض الدولة، كما ناشدت الصناعيين بالإسراع في توفير الغاز.

ورغم تحملها لهذه الإجراءات الطارئة، إلا أن برلين ما زالت تواجه اتهامات من دول أوروبية، مثل بولندا، بأنها تخادع ولا تقدم الدعم الكافي لأوكرانيا، بحسب مستشار المركز العربي للدراسات.

القادم أسوأ

وروسيا هي مصدر 65 في المئة من الغاز الذي تستورده ألمانيا، وانخفضت النسبة إلى أقل من 40 في المئة نتيجة الرد الروسي على تطبيق ألمانيا للعقوبات الغربية، ومساعي برلين لإيجاد البديل والسحب الطارئ من الاحتياطي.

وفي هذا يقول السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، إن موسكو تستخدم الغاز كسلاح ضد أوروبا وبالأخص ألمانيا، لحلحلة العقوبات المفروضة عليها.

 ويتوقع كاتي أن القادم أسوأ لأن بدائل استيراد الغاز من بلاد أخرى ضيقة للغاية، بخلاف الارتفاع القياسي في الأسعار في الوقت الذي تعتمد نصف الأسر الألمانية على الغاز في التدفئة، وأدى عدم إعادة روسيا فتح خط “نورد ستريم 1” حتى الآن لإفساد خطط ألمانيا الخاصة بوضع مراحل زمنية أطول في إيجاد البدائل.

وتزداد التحديات أمام برلين مع دخول الخطة أوروبية لخفض استهلاك الغازة بنسبة 15 في المئة، حيز التنفيذ يوم الثلاثاء وسيتعين على ألمانيا فيها خفض 10 مليارات متر مكعب من استهلاكها.

skynewsarabia.com