وقال أنتونوف إن: “قرار وزارة الخزانة الأميركية برفع القيود المالية عن البعثات الدبلوماسية الروسية، رغم أنه جاء متأخرا، خطوة في الاتجاه الصحيح”.

وأضاف: “أملنا في أن تدرك البنوك الأميركية بشكل صحيح إشارة الجهة الرقابية المالية، وأن تتوقف عن عرقلة التحويلات اللازمة لضمان سير عمل المؤسسات الروسية بشكل طبيعي”.

بوادر انفراج

يرى مراقبون أن هذا الإجراء الأميركي قد يكون نتاج تقارب ولو طفيف بين الجانبين، من خلال قنوات الاتصال الدبلوماسية والأمنية وراء الكواليس، وأن الإشادة الروسية به تعكس تطور مناخ أقل تشنجا وحدة في التعاطي بين العاصمتين، بعد شهور طويلة من احتدام الصراع بينهما على وقع الحرب الأوكرانية.

ويرى خبراء أن مصلحة كافة الأطراف المتورطة والمعنية بالأزمة الحادة التي فجرتها حرب أوكرانيا، وفي مقدمهما أميركا وروسيا، باتت تقتضي تغليب الخيار الدبلوماسي لمعالجة الأزمة، التي ربما يكون الاستثمار في تأجيجها وفقهم في سياق صراعات ومزاحمات النفوذ والسيطرة بين لاعبيها الكبار، قد بات خيارا مكلفا ومدمرا للجميع.

تخفيف حدة التوتر

وفق رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية رائد العزاوي، فإن “الولايات المتحدة وحسب مصادر متطابقة وموثوقة، تسعى منذ شهرين لتخفيف حدة التوتر مع روسيا على خلفية الحرب الأوكرانية، وهناك تواصل بين قيادات أجهزة الاستخبارات والأمن في كلا البلدين، وثمة حتى حديث عن تفعيل الخطوط الدبلوماسية بين الطرفين”.

وأوضح العزاوي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إلى جانب تشجيع واشنطن كييف على الانخراط في حوار جاد مع موسكو، وحثّ العواصم الأوروبية كذلك على الحوار معها، هناك سعي واشنطن لفتح قنوات اتصال عبر أطراف ثالثة مع الروس، بغية بلورة مناخات إيجابية تمهد لحل سلمي وسياسي للصراع في أوكرانيا“.

وتابع: “الخطوة الأميركية بتخفيف ورفع بعض العقوبات والقيود على التحويلات المالية إلى البعثات والشخصيات الدبلوماسية الروسية في الخارج، والتي رحب بها السفير الروسي بواشنطن، دليل على أن الولايات المتحدة تسعى لتقليص حجم التبعات الخطيرة للحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها القاسية على الاقتصاد الأميركي واقتصاد منطقة اليورو ومختلف اقتصادات العالم”.

وبيّن أن إدارة الرئيس جو بايدن “تحاول تخفيف وطأة تمادي الصراع أكثر مع روسيا في الملعب الأوكراني، حيث أن تكاليف الصراع على أمن العالم بمجال الطاقة والغذاء باتت تفوق قدرة الجميع على التحمل والمكابرة والمضي في التصعيد، في ظل انفلات معدلات التضخم وارتفاع أسعار المحروقات والحبوب والغلال بشكل مهول عالميا، ما يهدد بتفجير الاستقرار الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة ومختلف بلدان الكتلة الغربية”.

واختتم العزاوي حديثه قائلا: “لابد من وضع نهاية لهذه الحرب الفظيعة بأسرع وقت، والركون لخيار التفاوض والحوار، حيث لا يمكن بقاء الأزمة على حالها المشتعل هكذا، ويبدو على ضوء ما يحدث من انفراجات ولو رمزية وأولية في مشهد التصادم الروسي الأميركي، أن كافة الأطراف تريد الآن إنهاء الحرب بطريقة أو أخرى”.

skynewsarabia.com