يبتعد كيليجدار أوغلو 4 نقاط عن منافسه الرئيس رجب طيب أردوغان، ويأمل في تعويضها بالحصول على أصوات مَن صوّتوا لصالح سنان أوغان مرشح “تحالف الأجداد” القومي، الذي خسر الانتخابات بعد حصوله على 5 بالمئة.

يتحدث محلل سياسي وصحفي من تركيا لموقع “سكاي نيوز عربية” عن فرص مرشّح المعارضة في الجولة الثانية إن تمسّك برهانه الجديد على جمهور “تحالف الأجداد”.

 

خطوات التقارب

يرأس كليتشدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري القومي العلماني، لكنه التزم في الجولة الأولى بخطاب وسط ليكسب أصوات القوميين والمحافظين معا.

إلا أنه في الجولة الثانية مال لصالح مزاج القوميين بشكل أكبر ليتميز عن أردوغان الذي يراهن بشكل أكبر على المحافظين، وخطا في سبيل ذلك هذه الخطوات:

  • كال الاتهامات للحكومة بشأن قدوم 10 ملايين مهاجر بطريقة غير شرعية، محذرا في الوقت نفسه من أن عدد المهاجرين قد يصل إلى 30 مليونا.
  • ذهب إلى لقاء أوميت أوزداغ، رئيس حزب النصر، قائد “تحالف الأجداد“، والرافض للمهاجرين، في مقر الحزب للحصول على الدعم القومي.

 مع اقتراب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا، يصعّد مرشّح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، خطابا يتودّد للقوميين لكسب أصواتهم، خاصة في ملف رفض وجود ملايين اللاجئين في البلاد.

المحلل السياسي التركي، ياوز أجار، يعلق بأن كيليجدار أوغلو “كان يستخدم قبل الانتخابات خطابا متوازنا يستهدف الإبقاء على قاعدته العلمانية القومية التقليدية وكسب أصوات المحافظين المعارضين للتحالف الحاكم، وأظهرت نتائج الجولة الأولى أنه لا يمكنه استقطاب مزيد من أصوات المحافظين، لكن يمكن أن يرفع نسبة الأصوات القومية، وهذا سبب عودته إلى الخطاب القومي العلماني، أو إلى ضبط مصنعه الأول إن صح التعبير”.

يحذر أجار من أن الأمر ينطوي على مخاطر كبيرة قد تجلب لكيليجدار أوغلو الخسارة بفارق شاسع عن الجولة الأولى، مرجعا ذلك إلى:

• نسبة المحافظين المستائين من أردوغان تصل إلى 10%؜ على أقل تقدير، ولن تتجاوز نسبة الأصوات القومية التي يخطط مرشح المعارضة للحصول عليها في الجولة الثانية 7%؜.

• لذا فإن تراجع كيليجدار أوغلو عن خطابه المتوازن قد يطرد المحافظين.

• إذا كان يظن أن أصوات المحافظين المستائين من أردوغان مضمونة فهذا خطأ كبير؛ لأن خطابه القومي سيثير مخاوفهم من عودة حزب الشعب الجمهوري إلى ماضيه العلماني القومي المتطرف.

 أخطاء قاتلة

الصحفي التركي، سمير العركي، يتعجب من أنه بعد إلقاء كيليجدار أوغلو كلمته التي دشن بها حملته الانتخابية استعدادا للجولة الثانية، وكانت غاضبة محملة بالتهديد، فإن المفاجأة أن الرجل اختفى حتى الآن عن المشهد إلا من لقائه أوميت أوزداغ.

يصف العركي لقاءه أوميت بأنه “امتداد لسلسلة الأخطاء القاتلة التي يرتكبها منذ أمد بعيد، فأوميت فشل في دخول البرلمان؛ ما يعني أنه وجه غير مقبول”.

كان من المفترض أن يكون اللقاء مع سنان أوغان، لكنه ألغي، وقيل إن السبب مرض أوغان، ثم اتضح لاحقا أنّ السبب غير حقيقي؛ ما يعني أن اللقاء فشل لأسباب ما، فاستعاض عنه بلقاء أوميت، حسب الصحفي التركي.

تابع العركي: “تحالف الأمة (المرشّح عنه كيليجدار أوغلو) يعمه الهدوء غير المفهوم، ونحن على بعد أيام من الجولة الثانية، فهل دب اليأس والفتور في التحالف؟ أم أنها استراحة المحارب”.

زار أردوغان أوغان، الجمعة، في مكتب الأخير بإسطنبول، في خطوة لافتة من الرئيس الذي اعتاد استقبال السياسيين في مقره.

من المنتظر أن يعلن أوغان، الإثنين، أي المرشحين سيدعم في الجولة الثانية، مقابل الحصول على مكاسب بينها منصب نائب الرئيس، حيث سبق وأكد أنه “لن يكون هناك شيء بالمجان”.

skynewsarabia.com