السيطرة الروسية على باخموت تزامنت مع تجهيزات دفاعية وتحصينات تقوم بها موسكو في الجبهة الجنوبية بالأخص “خيرسون وزابوريجيا”، حيث قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بزيارة ميدانية إلى مركز القيادة الأمامية لإحدى تشكيلات مجموعة فوستوك للقوات بزابوريجيا التي تعد واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمها، العام الماضي.
الزيارة والتحرك الروسي في الجبهة الجنوبية، يأتي بحسب فوروغتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، بالتزامن مع تجهيزات كييف لشن ما يعرف بالهجوم المضاد الكبير وتصعيد كييف نشاطها العسكري على طول خط المواجهة ضد القوات الروسية معززةً بدعم غربي واسع على صعيد التسليح وحزم المساعدات المالية المتواصلة.
شويغو وزيارة الجنوب
عززت القوات الروسية في الأسابيع الأخيرة مواقعها الدفاعية في محطة زابوريجيا للطاقة النووية وحولها بجنوب البلاد، وذلك قبل هجوم مضاد متوقع في المنطقة.
وهنا فند فوروغتسوف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أسباب زيارة وزير الدفاع الروسي إلى جبهة زابوريجيا ومنها:
- الجيش الروسي تكبد عدة خسائر في سبيل السيطرة على زابوريجيا ولا يريد تكرار خسائره.
- زابوريجيا تمثل أهمية خاصة لروسيا في طريق المفاوضات باعتبارها منطقة نووية تضمن سيطرة استراتيجية.
- هناك مساع روسية حثيثة لضمان وجود دفاعات حاسمة لا تسمح بأي اختراقات أوكرانية للجبهة.
وأوضح الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، أن قوات الجيش الروسي ضاعفت من خططها في جبهة الجنوب وبالأخص للمحطة النووية ومحيطها لمنع وصول القوات الأوكرانية إليها، لا سيما امتلاك موسكو مواقع لإطلاق النار فوق بعض مباني المحطة النووية منذ أشهر، ونصب الشباك فيما يحتمل أنه عائق أمام الطائرات المسيرة “الدرونز”.
تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الوجود والنشاط العسكريين في تزايد حول زابوريجيا، وهو ما يبرز الحاجة إلى تحرك عاجل، وتحذر الوكالة الدولية، منذ أشهر مضت، من خطر وقوع حادثة كبيرة في المحطة النووية.
وتشكل السيطرة على المحطة النووية نوع من الأمان وكارتًا مهمًا في طريق كسب الحرب والهيمنة، لا سيما أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحتوي على 6 مفاعلات صممها الاتحاد السوفيتي السابق.
كارت سيطرة في الحرب والسلم
في سياق المعارك والتحركات حول زابوريجيا، يقول الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، الدكتور باسل الحاج جاسم، إن المحطة النووية وحدها تضمن ميزة خاصة لمن يسيطر عليها، كما أن وجودها تحت السيطرة الروسية يعطي نقطة تفوق لموسكو في الحرب وطريق المفاوضات أيضًا عند الجلوس على طاولة مع الأوكرانيين وهو ما دفع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إعلان ضمها لبلاده العام الماضي.
وأضاف باسل الحاج جاسم، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عريبة”، أن ظهور وزير الدفاع الروسي في شريط فيديو يحيط به كبار القادة في أحد مراكز القيادة له دلالات كبيرة، لا سيما أن معركة زابوريجيا من المعارك المحسومة منذ أسابيع مضت لصالح روسيا ولا تشكل هاجسًا في الفترة الحالية على وزن القتال حول سوليدار وفي باخموت ومحيطها.
وأوضح جاسم الحاج جاسم في السطور التالية رسائل مهمة من زيارة سيرغي شويغو إلى زابوريجيا.
- الرسالة الأولى أن كل محاور القتال باتت متاحة للاشتعال في الأيام المقبلة مع قرب معركة الربيع.
- هناك تكليفات روسية عليا بمواصلة “إجراء استطلاعات نشطة”.
- تخطيطات موسكو متواصلة للكشف عن خطط العدو مسبقًا ومنع تنفيذها.
- التحركات الروسية الأيام الماضية والمقبلة تصب في صالح عدم استنزاف القوات والذخائر وتأمين خطوط القتال الأمامية.
- الشد من روح الجنود ورفع الروح المعنوية قبل المعركة الفاصلة.