ويرى محللون سياسيون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” أن هذه الورقة تأتي ضمن “التوظيف السياسي الذي لن يتوقف على الإطلاق” في حرب “إثارة الرأي العام” ضد الخصم.

وقدم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في مجلس الأمن الدولي اتهامات ضد الولايات المتحدة بإنشاء ما سماه بـ”المختبرات البيولوجية” في أوكرانيا.

وسبق أن وجهت موسكو لواشنطن نفس الاتهام في مارس بعد أيام قليلة من اندلاع حرب أوكرانيا، ونفت الولايات المتحدة الاتهام، مشيرة إلى أن موسكو ربما تمهد بذلك لاستخدام أسلحة بيولوجية في الحرب.

ما هي المعلومات الروسية المتوفرة حول هذه المعامل؟

يقول آصف ملحم مدير مركز ” JSM” للدراسات ومقره موسكو:

– تفيد المعلومات بأن التعاون في مجال الصحة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بدأ عام 2005، إذ تم إنشاء مركز بحثي باسم “مركز أوكرانيا العلمي التكنولوجي”، تمتع جميع موظفيه الأميركيين بالحصانة الدبلوماسية.

– تم تأسيس 16 مختبرا، عملت فيها شركات أميركية خاصة بتمويل مباشر من وكالة الحد من التهديدات DTRA التابعة لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون“.

– امتنع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش عام 2013 عن تمديد عقود عمل هذه المختبرات مع البنتاغون، إلا أن انقلاب 2014 عليه أحبطت محاولاته.

هل هناك فعلا مختبرات بيولوجية؟

يوجد الكثير من القرائن بحسب رصد مدير مركز “JSM” تؤكد إقامة هذه المختبرات، ومنها:

  • عام 2009، ظهر فيروس في تيرنوبول، غرب أوكرانيا، سبب مضاعفات حادة ونزيفا رئويا لـ 450 أوكرانيا، بعدها مباشرة أغلقت واشنطن المختبر.
  • عام 2015 حدث تفشٍ مفاجئ للإنفلونزا، وتوفي 364 شخصا، وفق بيانات وزارة الصحة الأوكرانية.
  • عام 2016 بدأ مرض التسمم السجقي بالانتشار في أوكرانيا، وهو مرض نادر جدا، توفي بسببه في ذلك العام 4 أشخاص، وارتفع العدد إلى 8 في 2017.
  • ظهر السل بعد ذلك في بعض المناطق بشكل مفاجئ، ولفتت الدراسات لوجود أنواع غريبة، ما يؤشر لتعديلها مخبريا.

سلاح رأي عام

يصف الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية، ديميتري فيكتوروفيتش، الاتهامات الخاصة بالمختبرات بأنها حالة من “التوظيف السياسي لن تتوقف على الإطلاق”، لأنه في النزاعات “يترصد كل طرف للآخر بأي أخطاء، ويستعملها كورقة ضغط سياسي لإحراجه أمام الرأي العام”.

وأكد فيكتوروفيتش وجود 16 مختبرا بيولوجيا أميركيا في أوكرانيا منذ سنوات، لافتا إلى أن عودة الاتهامات يتزامن مع معلومات روسية بأن كييف تسعى لاستخدام “القنبلة القذرة”.

ومن خطورة هذه المختبرات بحسب فيكتوروفيتش:

– الأسلحة البيولوجية، وبخلاف أسلحة الدمار الشامل الأخرى، لديها القدرة على الاستنساخ الذاتي، وبالتالي فأي تسرب قد يؤدي لانتشار واسع للأوبئة.

– إجراء تجارب على السكان، وبدون موافقتهم، في البلدان التي تتحكم واشنطن بقرارها.

وفي ذات السياق، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام منتدى فالداي للحوار في موسكو، الخميس، الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإجراء تفتيش عاجل بشأن “القنبلة القذرة” التي تتهم موسكو كييف بأنها تستعد لاستخدامها وإلقاء المسؤولية على روسيا لإثارة العالم ضدها، وهو الأمر الذي تنفيه كييف.

skynewsarabia.com