ويرى مراقبون وخبراء أن موسكو تعول أساسا في صراعها المحتد مع الغرب على وقع الحرب الأوكرانية، على فضاءاتها الحيوية التقليدية في هذه البلدان وفي منطقة أوراسيا عموما، كعمق استراتيجي لها، فيما يرى محللون آخرون أن نظرة موسكو لهذه المنطقة تتلخص في كونها حديقة خلفية روسية.

رابطة الدول المستقلة

• بعيد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق في عام 1991 تأسست الرابطة في شهر ديسمبر من ذلك العام، ومقرها مدينة مينسك عاصمة بيلاروسيا.

• الرابطة كانت تضم مختلف الجمهوريات السوفييتية السابقة، وهي روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان وجورجيا وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان وأرمينيا وأذربيجان ومولدوفا باستثناء جمهوريات البلطيق الثلاث ( ليتوانيا وأستونيا ولاتفيا ).

• انسحبت جورجيا من الرابطة في 2008 .

• أوكرانيا انسحبت بعد أزمة شبه جزيرة القرم مع روسيا في عام 2014 من العديد من المعاهدات والاتفاقيات الخاصة برابطة الدول المستقلة، وهي عمليا “جمدت” عضويتها بالرابطة .

• مساحة بلدان رابطة الدول المستقلة تبلغ أكثر 20 مليون كم مربع، وعدد سكانها يبلغ نحو ربع مليار نسمة، وهي تتمتع في غالبها بموارد وثروات طبيعية وطاقية ومعدنية كببرة .

أوراسيا فضاء موسكو التقليدي

يقول بسام البني الباحث والخبير بالشؤون الروسية، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “المناطق التي تضم هذه الدول وخاصة آسيا الوسطى مجزأة سياسيا واقتصاديا ورغم محاولات عديدة للتكامل بين بلدانها، لكنها غالبا تبقى قاصرة عن تدشين تكتل إقليمي كبير يلم شمل دول هذه المنطقة الحيوية من العالم، وهو ما بات ضروريا في ظل تحولات ما بعد حرب أوكرانيا وما تعانيه هذه المنطقة من حساسيات وصراعات حدودية معقدة بين بعض دولها، كما هي الحال مثلا مع آذربيجان وأرمينيا وطاجيكستان وقرغيزستان”.

وأضاف: “هذه المنطقة بمعناها الواسع الذي يضم القوقاز وآسيا الوسطى وقسما من شرق أوروبا، لطالما كانت مجال نفوذ حيوي روسي تقليدي، ولهذا فموسكو حريصة على لم شمل بلدانها وتوطيد التعاون والتكامل بينها وبرعاية روسية، كون الروس هم تاريخيا الشريك الرئيسي لمختلف تلك الدول، وهم من يضمنون الأمن الإقليمي لآسيا الوسطى والقوقاز، وهم من يضبطون إيقاع تناقضات وتنافسات تلك البلدان”.

مصالح متبادلة

ويتابع المتحدث: “ووفق هذه المعطيات فإن من مصلحة روسيا الاستراتيجية أن تكون رابطة الدول المستقلة هذه قوية ومتماسكة وفاعلة، كون الحدود بين دول هذه المجموعة هي مفتوحة بتضاريس طبيعية سهلة، حيث لا تفصلها مثلا سلاسل جبلية مثلا، وبالتالي لا بد من أن تكون الحدود هذه مرنة وميسرة ومفتوحة أمام مختلف أشكال التبادل التجاري والاقتصادي والإنساني، خاصة وأن ثمة محاولات أطلسية لإشعال الحرائق من حول روسيا“.

ويستدرك الخبير بالشؤون الروسية: “وبالمقابل فإن هذه الدول أيضا بحاجة لدور روسي فاعل في ضمان الأمن والتنمية والاستقرار في منطقة أوراسيا ككل، وفي هذا السياق تندرج دعوة الرئيس الكازاخي لتحويل هذه الرابطة لمنظمة، والتي رد عليها الرئيس الروسي عبر التوكيد على ضرورة تطوير هذه الرابطة وتوسيع نطاقاتها، وليس بالضرورة هدمها وبناءها من الصفر”.

وتابع: وهكذا فالاقتراح الكازاخي الداعي لتحويل الرابطة من ناد إقليمي لمنظمة دولية، يستوجب وضع آليات ووثائق ناظمة، حيث أن ترقية الرابطة لمنظمة ستوفر ولا ريب مستويات أعلى من التعاون والتفاعل بين الأطراف المعنية، وبما يقدم حلولا للمشكلات والأزمات التي تواجه هذه البلدان ولا سيما الناجمة عن خلافات حدودية بين البعض منها، حيث ستكون قرارات هكذا منظمة ملزمة للكل، وهذا هو بالضبط ما تحتاجه بلدان هذه المنطقة، لكن تحويل الرابطة لمنظمة أوسع يبقى بحاجة ولا شك لعمل وتحضير كبيرين”.

ووجه الرئيس الروسي دعوة لقادة البلدان الأعضاء في رابطة الدول المستقلة لعقد الاجتماع المقبل لهم في مدينة بطرسبورغ الروسية في عام 2023.

skynewsarabia.com