التحذير الأخير يطلقه وزير الدفاع الروسي، ويقول ما اختصاره” أن استخدام صواريخ “هيمارس” و”ستورم شادو” لضرب شبه جزيرة القرم، يعني المشاركة الكاملة للولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب. فهل ستدفع هذه المواقف واشنطن ولندن إلى إعادة النظر في استخدامات أسلحتها في أوكرانيا؟

يشار إلى أن التهديد الروسي يذهب أبعد من ذلك ليتوعد بضرب مراكز صنع القرار في أوكرانيا.

هذه التصريحات تتزامن أيضا مع الإعلان عن مساعدات غربية كبيرة لأوكرانيا التي تستعد لما قالت إنها ضربة كبرى.

فهل باتت الحرب في أوكرانيا في محطتها المفصلية؟

وهل التصعيد الحاصل من شأنه تجميد المواقع أم الدفع نحو مواجهات أوسع؟

وفي هذا السياق يقول الخبير العسكري والاستراتيجي سيرغي شاشكوف، في حديثه لغرفة الأخبار على “سكاي نيوز عربية”: “الغرب يشجع أوكرانيا على توجيه هذه الضربات بغاية استنزاف روسيا ودفعها إلى أخذها لإجراءات غير متوقعة، حيث يطفو إحتمال وقوع إصطدام بين روسيا والغرب كواحد من السيناريوهات المتوقعة”.

وقد واصل الخبير العسكري والاستراتيجي شاشكوف مفصلا: “أن الهجوم الأوكراني المضاد قبل فترة قليلة فشل في تحقيق أهدافه، ولكن هذا لا يعني أن هذه العملية فاشلة برمتها، فهناك مرحلة ثانية، حيث يستعد الجيش الأوكراني لشن هجوم أقوى وأوسع، حيث شارك في الهجوم الأوكراني في مرحلته الأولى، جيش تضمن ثلاثة ألوية فقط، وهناك 12 لواء آخر مدربين وهم  يمثلون قائمة قوى الاحتياط الاستراتيجي لأوكرانيا، لذلك فإن الخبراء العسكريين عندما يقاربون هذه العملية العسكرية يرجحون احتمالية توجيه ضربة لشبه جزيرة القرم ومحاولة الاستيلاء على محطة “زابوروجيا النووية، وهي من أكبر المحطات النووية في كل أوروبا”.

سيناريوهات مرعبة

وقد نوه سيرغي شاشكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال قبل فترة إن القوات الأوكرانية في حال حصولها على طائرات “إف 16″، فإن روسيا تتوقع أن جزء من تلك الطائرات سيتم استقدامها من المطارات الغربية، وأن روسيا من حقها توجيه ضرباتك لتلك المطارات التي يعتدى عليها منها”.

وقد فصل شاشكوف تعقيبا على ذلك “الرئيس الروسي يقصد بهذا الكلام المطارات التي تنتمي لدول حلف شمال الأطلسي، وفي هذا تصعيد قائم وهو يتجه في إتجاه خطير جدا”.

في المقابل، ومن واشنطن، قال المدير التنفيذي لمركز السياسة الأمنية فريد فليتز، إن التهديدات الروسية كانت كثيرة جدا خلال هذا النزاع، وفي الواقع هناك الكثير من الأميركيين القلقين من توسيع الهجوم وتوجيهه إلى القرم واستعمال الأسلحة الأوروبية هناك، فإدارة بايدن لم تكن واضحة بشأن أن هذا السيناريو ليس مطروحا على طاولة النقاش، ولكن أعتقد أن الدول الأوروبية قالت للرئيس الأوكراني أن هذا سيكون خطأ”.

وقد بين فليتز في هذا الإطار، قائلا “أعتقد أن الجيش الأوكراني لن يفعل هذا وربما سيحقق بعض النجاح بين “زاباروجيا وبحر آزووف”، لقطع الجسر البري الروسي هناك، ولو فعل ذلك سيكون نجاحا كبيرا لهذا الهجوم المضاد، ولا أعلم إن كان هذا ممكنا لكن هذا ما يجب على القوات الأوكرانية فعله حيث يتم عزل القرم عبر السيطرة على هذا الجسم البري، لكن لا أعتبر من الحكمة مهاجمة القرم”.

كما أعرب سيرغي شاشكوف أن إمكانية استخدام السلاح النووي في هذه الحرب سيناريو يوجد جواب في العقيدة الاستراتيجية النووية لروسيا، التي لا يمكنها استخدام السلاح النووي إلا في حال وجود تهديد لوجود روسيا كدولة مستقلة ذات سيادة على كل أراضيها، وعموما فإن القوات الروسية قادرة على معالجة ما يسمى بالهجوم المضاد بالأسلحة التقليدية وهي قادرة على تحقيق الأهداف المطلوبة في هذه المعركة”.

وقد بين شاشكوف أن الرئيس الروسي قبل فترة قال إن روسيا لم تبدأ الحرب بعد مع أوكرانيا، وقد قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس أنه في حال تعرضت شبه جزيرة القرم إلى ضربات صاروخية باستخدام الأسلحة الأميركية أو البريطانية، سيكون الرد الروسي سريعا ومؤثرا وقويا وستتركز الضربات على مراكز صناعة القرار في كييف”.

وردا على ذلك، قال فريد فليتز إن هذا التهديد يدخل تحت بند التهديدات الروسية التي تم سماعها من القبل في هذه الحرب، ويسمح لروسيا اكتساح عناوين الأخبار وترهيب الأوكرانيين والترويج بأن الحرب النووية قادمة، وأن بوتين سوف ينجح في الاحتفاظ بالعديد من الأراضي في هذه الحرب لكنه سيعاني خسائر كبيرة بفضل هذا الهجوم المضاد”.

كما أضاف فليتز قائلا: “أعتقد أن الغرب يقف بقوة مع أوكرانيا، لكن ما نسمعه اليوم، وهو في تزايد في الولايات المتحدة وأوروبا، يصب في اتجاه أنه يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار وأن يكون هناك محادثات سلام، كما يوجد خبراء أميركيون رفيعي المستوى، يدعون أميركا إلى المضي قدما في هذا السياق، ويطالبون أوكرانيا بالدخول تحت هذا السقف في هذا الخريف، وستحمل الحملة الانتخابية الأميركية ضغطا على روسيا وأوكرانيا للاتفاق على وقف لاطلاق النار”.

وقد قال سيرغي شاشكوف أن الرئيس الأوكراني مسيطر عليه كليا من قبل الغرب وإن ذهبت هذه الأطراف في اتجاه “نصح” زيلينسكي فسيتغير الوضع كليا في اليوم التالي مباشرة”.

وختم فريد فليت قائلا “ربما ستسعى أوكرانيا في المستقبل إلى استرجاع أراضيها من روسيا عبر التفاوض، وربما سيكون ذلك ممكنا إذا تنازل فلاديمير بوتين عن الحكم في المستقبل، وربما على روسيا أيضا أن تبدي نيتها للتفاوض عبر خفض بعض العقوبات عليها، كما يمكن فرض ضرائب على الطاقة الروسية لاحقا لإعادة الإعمار في أوكرانيا، وهذه الشرط ستكون قاسية طبعا، لكن يجب علينا أن نحضى بالقدرة على التخيل لفعل ذلك”.

skynewsarabia.com