فنلندا كانت إحدى دول الاتحاد السوفييتي قبل أن تحصل على استقلالها مطلع عام 1918، فيما شهدت العلاقات بينهما موجات من التوتر إثر الشكوك التي تسيطر على كل دولة إزاء الأخرى.

فالفنلنديون كانوا يتخوفون دوما من مساعي السوفييت لاحتلالهم مرة أخرى، فيما كانت تتوجس الحكومة الروسية من نوايا فنلندا فتح حدودها لألمانيا النازية لاستهداف بلادها عسكريا.

وكان من أشهر الحروب بينهما هي “حرب الشتاء” أو “حرب السجق” خلال الحرب العالمية الثانية، حين اجتاح ما يزيد عن نصف مليون جندي سوفييتي الأراضي الفنلندية في 30 نوفمبر 1939.

وسبق هذا النزاع، أن طالب القائد السوفيتي، جوزيف ستالين، الفنلنديين بالتنازل عن جانب من أراضيهم ومناطقهم الاستراتيجية للاتحاد السوفيتي، ما قوبل بالرفض.

ومع بداية هذه الحرب، توقّع الجميع نصرا سوفيتيا سهلا وسريعا على الجيش الفنلندي سيئ التسليح وحصول ستالين على ما يريده.

لكن الجيش الفنلندي أبدى مقاومة شرسة وكبد السوفييت خسائر بشرية فادحة قبل توقيع معاهدة سلام موسكو في 12 مارس 1940.

ومع تخلص جوزيف ستالين من أبرز قيادات جيشه والمقدر عددهم بنحو 30 ألف عسكري أثناء فترة ما عرف بـ”التطهير الأعظم”، تكونت القوات السوفيتية إلى فنلندا من جنود غير قادرين على تحمل الشتاء الفنلندي القارس.

وعلى الرغم من معاناتها من الطقس والجوع، تقدمت القوات السوفيتية ضد الفنلنديين وحققت عددا من النتائج الإيجابية.

وبحسب الروايات التاريخية ففي 10 ديسمبر 1939، شنّ عدد من جنود فيلق المشاة 718 السوفيتي هجوما على أحد المعسكرات الفنلندية القريبة من قرية إيلومانتسي، وتمكنوا من طرد الفنلنديين.

وكان السوفيت قد هاجموا المعسكر أثناء استعداد الفنلنديين لتناول طعامهم المتكون من “حساء السجق”، الذي اعتادوا على طبخه لمقاومة البرد.

وبدلا عن ملاحقة الفنلنديين الفارين، انهار الجنود السوفييت المنهكون من التعب والجوع أمام رائحة الحساء لسد رمقهم.

واستغلت القوات الفنلندية ذلك، حاصروا المكان وشنوا هجوماً مباغتاً، ولقبت هذه المعركة بشكل ساخر بـ”معركة السجق”.

ومعلقا يقول المختص في الشأن الروسي نبيل رشوان إن الحرب في فنلندا كانت لها ظروفها الخاصة المحلية والدولية، ففنلندا لم تنتصر وفي نفس الوقت لم تنهزم، ورغم صمودها لكنها في النهاية فقدت الكثير من أراضيها خاصة مقاطعة كاريليا وعدة ممرات مائية ضمها الاتحاد الروسي لأراضيه وأصبح يؤجرها لفنلندا في الوقت الحالي.

أما عن أوجه التشابه بين حرب أوكرانيا ونظيرتها التاريخية في فنلندا يضيف رشوان لموقع “سكاي نيوز عربية” أن التخوف الحقيقي هو استمرار العملية العسكرية الروسية حتى فصل الشتاء حيث تصبح التضاريس الأوكرانية أكثر وعورة ما يصعب مهمة الجيش الروسي ويدخله في حرب عصابات تستنزفه بدرجة كبيرة.

ويردف:” الرئيس الروسي يريد تحقيق انتصار حاسم في أوكرانيا يدخل به التاريخ، وقد يكون يضع في اعتباره الحرب في فنلندا حيث أن الاتحاد السوفيتي لم يحقق فيها انتصارا حاسما.

وتوقع أن ” تطول تلك الحرب خاصة في ظل رفض القوميين الأوكرانيين تقديم تنازلات وإصرار بوتن على تحقيق مطالبه عالية السقف”.

skynewsarabia.com