كامدري، واحد من هؤلاء المواطنين الأفغان الذين دخلوا المطار أملا في الخروج من البلاد، حيث كان يعمل متعهدا محليا في مجال الإنشاءات الكهربائية، ويحصل على العقود من المنظمات الدولية.
وتحدث الرجل إلى موقع “سكاي نيوز عربية”، رافضا الكشف عن اسم عائلته خشية على أمنه الشخصي مستقبلا. ويصف كامدري أوضاع الناس داخل وفي محيط مطار كابل الدولي بالقول: “تمر الأوقات سريعة جدا هنا، ثمة من يحسب الوقت بالدقائق، ومع معرفة الأعداد القليلة المتبقية من الرحلات الجوية، فإن مزاحمة هائلة تجري بين المتبقين للحصول على أولوية الإجلاء“.
ويضيف: “خلال اليومين الماضيين كان واضحا أن النساء والأطفال حصلوا على امتياز في الترحيل، مما دفع بعض الشبان لعقد صفقات مع بعض الفتيات الوحيدات، ليقبلوا بهم كأزواج مفترضين، ويحصلوا جميعا على فرصة الإجلاء”.
ويستطرد كامدري: “بالنسبة للخدمات الطبية والمواد الغذائية، فإن الأوضاع داخل المطار تبدو أفضل من محيط المطار، بالرغم من غلائها الفاحش، حيث وصل ثمن الوجبة الواحدة إلى قرابة 200 دولار. لكن القوات الأميركية والحليفة لها توفر بعض المواد الغذائية أثناء عودتها من بعض الرحلات، كذلك ثمة أكثر من 20 طبيبا يعالجون المرضى، ويتم توفير أنواع مختلفة من الأدوية”.
يتابع الرجل مذكرا بأن أخطر ما يتوقعونه خلال الساعات القادمة هو التزاحم الشديد على آخر الرحلات، خصوصا تلك التي ستنقل أفراد الجيش الأميركي، بالإضافة إلى ما قد يتلو ذلك من هجوم من قبل مقاتلي حركة طالبان، الذين سيعتبرون الفارين نحو المطار بمثابة أعداء، لأنهم لجأوا للقوات الأميركية.
لكن مراقبين يعتقدون أن أخطر ما قد يواجه المتبقين من عشرات آلاف الأفغان هو الهجمات الإرهابية التي يُمكن أن تتكثف خلال الساعات المقبلة، لشعور التنظيمات بانفلات السيطرة على المطار ومحيطها مع بدء القوات الأميركية عمليات إجلاء أفرادها، وهو أمر أكده الرئيس الأميركي جو بايدن ليلة الاثنين.
شهود عيان من داخل المطار، قالوا إن مئات اللافتات رفعها أشخاص داخل المطار موجهة إلى القوات الأميركية، محملين إياهم مسؤولية ما قد يُلاقونه مستقبلا من مصير على يد عناصر داعش، ما لم يتم إجلاؤهم، مطالبين إياهم بتعقيد الإجراءات الفنية والأمنية خلال عملية تسلم المطار لحركة طالبان، ليكون هناك وقت كاف لإجلاء المتبقين.
ولعل أقسى المشاهد، كانت تلك المتعلقة بالكسر المتعمد الذي قام به العديد من الشبان الأفغان داخل حرم المطار وفي محيطه، لعظامهم.
وقام هؤلاء بكسر أياديهم أو أصابع أقدامهم، ليحصلوا على دور متقدم في عملية الإجلاء. وبعد يومين من فعل ذلك، وجهت الجهات المنظمة برفض أية حالة تُعرض عليهم في ذلك الاتجاه.