ومع ثقل حجم الزيارة، يرجِّح خبير في الشؤون الدولية لموقع “سكاي نيوز عربية” أن يسعى القادة الثلاثة إلى الخروج بنتائج تحقق توازنًا بين طموح أوكرانيا العالي في الدعم الأوروبي ضد روسيا، ورغبة برلين وباريس خصوصًا في فتح باب التفاهمات مع موسكو ووضع حد للحرب التي أغرقت أوروبا بأزمات اقتصادية حادة.
وأعلنت صحيفة “بيلد آم زونتاغ” الألمانية، أن المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي، سيزورون كييف الشهر الجاري.
وحسب الصحيفة، فإن الزيارة المشتركة فكرة فرنسية، وفضَّل ماكرون تأخيرها لحين الانتهاء من الانتخابات البرلمانية في بلاده، خاصة أن شولتز أكد أن الزيارة يجب أن تأتي من أجل شيء ملموس، وليس بهدف التقاط صورة.
وتتزامن الزيارة مع مطالبة أوكرانيا للغرب بتقديم المزيد من الأسلحة الثقيلة لإنقاذ شرق أوكرانيا، ومن ذلك قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن “الوقت فات لإقناع موسكو بإنهاء الحرب، وإذا كنتم مع السلام فادعموا أوكرانيا، إذا كنتم مع الحرب فعليكم التوافق مع روسيا”.
مواجهة الانتقادات
تواجه ألمانيا وفرنسا انتقادات بسبب تأخر توريدهما أسلحة ثقيلة لأوكرانيا، وتواصلهما المباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، حتى قال السفير الأوكراني في برلين أندريه ميلنيك، إن بطء ألمانيا في تسليم الأسلحة مخيب للآمال.
وذهب ميلنيك بتوقعاته إلى أن الزيارة ستنتج عنها وعود بإرسال دبابات ألمانية قتالية من طراز “ليوبارد 1” ومركبات مشاة قتالية من طراز “ماردر” والتي يمكن تسليمها على الفور إلى بلاده.
غير أن قادة الدول الثلاث حرصوا قبل الزيارة على تأكيد استعدادهم لمساندة الأوكرانيين، حيث شدد ماكرون في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني على استعداد باريس تقديم أسلحة ثقيلة.
ولم يختلف موقف إيطاليا؛ حيث شدد وزير الخارجية، لويجي دي مايو، على تقديم الدعم العسكري لكييف، ومؤخرًا تعهد شولتز بتسليم أوكرانيا أسلحة ثقيلة.
رسائل الزيارة
في تقدير المحلل السياسي مصطفى الطوسة، فإن الزيارة على هذا المستوى وفي هذا الظرف تحمل رسائل مزدوجة، الرسالة الأولى دعم لكييف وإشارة لموسكو بأن دول الاتحاد الأوروبي تقف مع أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها رغم الخسائر البشرية والمادية التي لاقاها تكبدتها.
أما الرسالة الثانية، فهي أن القيادة الأوروبية التي تزور كييف مستعدة للدخول في مفاوضات وتفاهمات لوضع حد لهذه الحرب.
وعن نتائج الزيارة، يتوقع الطوسة أن “تطالب كييف الدول الأوروبية بمزيد من الأسلحة الثقيلة، ومنها الأسلحة المحرمة التي ترى دول أوروبية أنه لو تم تقديمها لأوكرانيا سيكون إعلان حرب مباشرة على روسيا؛ وهو ما يدفع الأخيرة لاتخاذ خطوات أكثر حدة، ومنها لجوؤها لاستخدام الأسلحة الممنوعة”.
لذا يستبعد الطوسة تقديم الدول الثلاث أسلحة نوعية جديدة؛ نظرًا لأن العنوان الرئيسي للمرحلة الحالية هو “محاولة الخروج بالتفاهمات من هذا المأزق” وليس التصعيد.
ويلفت المحلل السياسي إلى أنه رغم أن الرؤية الأميركية-البريطانية تريد استغلال المستنقع الأوكراني لكسر المنظومة العسكرية الروسية نهائيًّا، لكن في المقابل يوجد داخل الاتحاد الأوروبي أصوات تطالب بعدم إذلال روسيا وترحب بفتح باب التفاهمات.
وقبل أيام طالب ماكرون بالحفاظ على الحوار مع بوتن، قائلًا: “يجب ألا تتعرض روسيا للإهانة حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسي عند وقف القتال في أوكرانيا”.