فمع ثبوت إصابة المئات منهم بالفيروس، يقول سائقو الشاحنات في قارة إفريقيا إنهم يوصفون بل ويعاملون كالمجرمين، ويتعرضون للاحتجاز من قبل الحكومات ما يبطئ حركة نقل الإمدادات بشكل كبير.
ويمثل ذلك بدوره تحديا بالنسبة لعدد من حكومات دول جنوب الصحراء حيث الحدود لا تزال مغلقة بسبب الجائحة، إذ كيف يمكن خلق توازن بين مكافحة العدوى وتسهيل حركة التجارة.
يجد عدد كبير من سائقي الشاحنات أنفسهم مضطرين للنوم في فنادق غير صحية على الطريق ويتعاملون مع الكثير من الأشخاص، ما يزيد احتمال تعرضهم للإصابة بالفيروس.
غالبا ما يظلون عالقين لأيام عند الحدود ينتظرون نتائج اختبار الفيروس ويختلطون بآخرين في مواقف السيارات المزدحمة.
وأبلغ بعضهم “أسوشيتد برس” أنهم يحاولون خداع السلطات أو يطفئون هواتفهم عند دخول أوغندا كي لا يطلب منهم التوقف والتراجع.
يقول عبدالكريم رجب، والذي يعمل سائق شاحنة منذ 17 عاما: “عندما دخلت تنزانيا، في كل مدينة أمر بها يقولون لي أنت كورونا، ابتعد من هنا بالفيروس الذي تحمله”، ويتذكر عندما واجه السائقون اتهامات بنشر فيروس نقص المناعة خلال تفشي الإيدز.
ويقول رئيس “الرابطة الإقليمية لسائقي الشاحنات والنقل” بايرون كينيني، إن السائق عندما يتوقف للذهاب للحمام “يبدأ سكان المنطقة في مطاردته، قائلين لقد أتيت لتترك كوفيد (الذي تحمله) هنا” مشيرا إلى أن هذا “تمييز”.
وأضاف كينيني أن العديد من سائقي الشاحنات الكينيين الذين كانوا على الطريق من شمالي أوغندا وحتى جنوب السودان يوم الثلاثين من مايو الماضي استغاثوا بالسلطات بعدما هددهم السكان عندما حاولوا التوقف.
قال بونتيانو كاليبو، رئيس معهد أبحاث الفيروسات الأوغندي ” إننا نركز على بؤر الانتشار، نختار الكثيرين (من السائقين) ممن تثبت إصابتهم بالفعل.. تلك ليست عدالة، لكنه الواقع”.
وكانت قد أغلقت تنزانيا الحدود هناك هذا الأسبوع، احتجاجا على مساعي كينيا لإعادة اختبار كل الشاحنات الوافدة، ومنها تلك التي يحمل سائقوها شهادات تفيد بأنهم أجروا الاختبارات خلال الأربعة عشر يوما السابقة.
وهذه هي المرة الثانية في أقل من شهر، التي تغلق فيها الحدود وتجرى الاختبارات عند الحدود بعدما ثبتت إصابة عدد كبير من سائقي الشاحنات القادمين من تنزانيا بالفيروس رغم أنهم يحملون شهادات تفيد بأن نتائج اختباراتهم كانت سلبية.
ولا تمتلك السلطات الصحية في دول شرقي إفريقيا أدوات اختبار كافية لسكانها لذا تركز على سائقي الشاحنات لكثرة تنقلاتهم. وأكثر من نصف عدد الإصابات بفيروس كورونا والذي بلغ 507 حالات حتى الأربعاء الماضي، كانوا من سائقي الشاحنات.
وتلزم الأوامر الحكومية الجديدة سائق الشاحنة بالبقاء داخل سيارته وخصصت مناطق للاستراحة على طول الطرق السريعة لتقليل الاتصال المباشر بالسكان. وتقول السلطات إن تلك القيود ضرورية، لكن السائقين يرون أنها منحازة وغير عادلة.
��