وجاء في البيان: “قرر سكان المدينة أن تحمل المنطقة الواقعة على طول كورنيش سمولينسكايا بين زقاق بروتوشني والمخرج إلى شارع نوفي أربات، اسم جمهورية لوغانسك الشعبية تكريما لها”.

وأضاف البيان أن “التصويت شارك فيه نحو 110 آلاف شخص، وحصد الخيار الرابح نحو 57 بالمئة من مجموع الأصوات”.

ويرى مراقبون أن تتالي إطلاق اسمي جمهوريتي دونباس المعلنتين من طرف واحد وتعترف بهما موسكو، دونيتسك ولوغانسك، على الساحتين اللتين تضمان مقري السفارتين الأميركية والبريطانية في العاصمة الروسية، يحمل “رسالة تحد واستفزاز روسية” لواشنطن ولندن، ويعكس إصرار موسكو على المضي في مخططها الهادف لبسط السيطرة الكاملة على الشرق الأوكراني، وشطر واسع من الواجهة البحرية الجنوبية لها.

وتعليقا على دلالات هذه التسمية الجديدة، لا سيما أنها تأتي بعد أيام فقط على إطلاق اسم “جمهورية دونيتسك الشعبية” على ساحة قرب السفارة الأميركية في موسكو، يقول الأكاديمي والخبير في الشؤون الأوكرانية خليل عزيمة إن “هذه الخطوة تعبر بطبيعة الحال عن تصاعد غضب موسكو من موقفي واشنطن ولندن من الهجوم الروسي على أوكرانيا، واستمرارهما في تقديم الدعم العسكري النوعي لكييف”.

ويضيف عزيمة في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “علاوة على أنها خطوة استفزازية للإشارة لتحقيق روسيا أهدافها في السيطرة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وفشل الولايات المتحدة والغرب عامة في منعها من ذلك، كما أنها تحمل كذلك إشارة رمزية للداخل الروسي حول انتصار تم تحقيقه”.

ويشير الخبير بالشؤون الأوكرانية لبعد آخر في معركة “التنابذ بالأسماء” هذه، متابعا: “تدخل هذه المعركة ضمن الحرب الثقافية بين روسيا وأوكرانيا، حيث سنشهد الكثير من تغيير أسماء الساحات والجادات والشوارع، وحتى أسماء بعض المدن والمناطق في جانبي الصراع، كما حدث بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع التسعينات”.

كما تقول الباحثة الروسية في العلاقات الدولية لانا بدفان، إن “هذه التسمية هي ولا شك رسالة مبطنة للبريطانيين بعد الرسالة السابقة إلى الأميركيين، وردا على سياساتهم التصعيدية ضد روسيا، والقول عبرها إن جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك باتتا دولتين مستقلتين عن أوكرانيا وتابعتين لروسيا”.

وتضيف في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “اعتماد مثل هذه التسميات هو بالنهاية قرار سيادي وإداري خاص بالحكومة الروسية، والجهات المحلية في موسكو هي المخولة بمثل هذه الإجراءات، ولا يحق بالتالي للجانب الغربي البريطاني أو الأميركي الاستياء أو التذمر مما يحدث”.

وتضيف الباحثة الروسية في العلاقات الدولية: “لا ننسى أن روسيا تخوض حربا كبيرة في أوكرانيا وضد الغرب والناتو منذ نحو 6 أشهر، في سبيل الدفاع عن الروس في شرق وجنوب أوكرانيا وعلى وجه الخصوص في منطقة دونباس وجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، ومن الطبيعي أن تتحول أسماء هاتين الجمهوريتين وغيرها من مناطق يقاتل فيها الروس، إلى رموز وطنية وقومية في روسيا، وأن يتم الاحتفاء بها وإطلاقها على الأماكن العامة في موسكو”.

واعترفت موسكو بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، قبل يومين فقط من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي انطلقت في 24 من فبراير الماضي.

skynewsarabia.com