واختير فادي عضوا في اللجنة المنظمة للزيارة البابوية لمصر، وظل مرافقا للبابا فرنسيس على مدار يومين في مختلف الأماكن التي تنقل بينها، وبحسب وصف الشاب الثلاثيني لموقع “سكاي نيوز عربية” فقد اتسم الضيف المهم بالبساطة والتواضع.
وتأتي زيارة بابا الفاتيكان العراق في ظل توتر أمني، وانتشار فيروس كورونا المستجد، لكن لم يمنعه ذلك من إتمام الرحلة لأنه “لا يمكن خذل الناس مرة ثانية” على حد تعبير البابا، حيث تعد الزيارة التاريخية محاولة لتعزيز السلام على أرض بلاد الرافدين.
وقبل سفر البابا فرنسيس إلى أي دولة خارج الفاتيكان، تنهمك اللجنة المنظمة لرحلته في الاستعداد للحدث الكبير وتنظيم جدول دقيق، لكنه يطلب من مساعديه كسر قواعد البروتوكول الباباوي، وفقا لحديث فادي مع “سكاي نيوز عربية” حتى يصبح على مسافة أقرب من الجمهور.
سيارة بسيطة
ويضيف مرافق البابا في زيارته لمصر لموقع “سكاي نيوز عربية”: “يرفض البابا استقلال السيارات الفارهة. عند قدومه إلى القاهرة طلب استبدالها بعربة بسيطة، وفي المناطق المزدحمة بالجماهير يتحرك بسيارة مكشوفة ليتمكن من إلقاء التحية عليهم رغم المحاذير الأمنية”.
واستخدم البابا فرنسيس سيارة اقتصادية من نوع “فيات” في مناسبات عدة، أبرزها حضوره في مدينة فيلاديلفيا الأميركية وجولته في عاصمة مصر، ويسعى بذلك إلى إظهار اهتمامه بالابتعاد عن مظاهر الفخامة.
ويتابع فادي: “يجد البابا سعادته في الاحتكاك المباشر بالناس، وعندما يمنعهم رجال الأمن من الاقتراب يتدخل لإفساح الطريق لهم، كما يخصص الأماكن المحيطة به لحضور ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن للتواصل معه دون مشقة”.
ويخرج بابا الفاتيكان أحيانا عن المسار المحدد لتحركاته، ولا ينسى فادي عندما ترجل عن سيارته المكشوفة في ملعب الدفاع الجوي من أجل التوجه إلى أطفال يرتدون الزي الفرعوني لمعانقتهم والترحيب بتواجدهم، فضلا عن توقف مسيرته في الكلية الإكليريكية الكاثوليكية للاقتراب من كاهن جالس على كرسي متحرك ليصافحه في مشهد مؤثر.
بروتوكول المصافحة
ولا يلتزم البابا فرنسيس بالبروتوكول الخاص بمصافحة الشخصيات الرسمية فقط خلال زيارته الخارجية، ففي بعض الأوقات يلقي السلام باليد على الجميع فيما تعلو وجهه ابتسامة طيبة، ويقول فادي عن ذلك: “أحيانا يتوقف للحظات لوضع يده على رأس أحد الحضور والصلاة من أجله”.
ويسترسل: “يوافق بسعة صدر على إجراء تعديل على جدول برنامجه. عندما علم برغبة مئات الشباب المصريين في لقائه رحب بحضور 300 شخص منهم بمقر إقامته بسفارة الفاتيكان في جلسة ودية رغم ضيق الوقت”.
الأمر نفسه تكرر في زيارة بابا الفاتيكان إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث لم يكن من المفترض أن يعرج على ناحية عنكاوا المسيحية، وجرى التعديل في الساعات الأخيرة لتدرج ضمن جدول جولاته بعد انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية في مطار أربيل الدولي.
حلوى للأطفال
ولدى البابا فرنسيس عادة لا يتخلى عنها أثناء انتقاله وسط الحشود، هي الاحتفاظ بهدايا صغيرة وكميات من الحلوى لمنحها إلى الأطفال الذي يلتقي بهم في طريقه، ويقول فادي: “يحنو بابا الفاتيكان على الصغار دائما، ويحاول إدخال السرور عليهم بأي طريقة مهما بدت بسيطة”.
ويردف عضو اللجنة المنظمة لزيارة البابا لمصر: “يحرص أيضا على تعلم بعض الكلمات من لغة الشعوب التي يحاورها، كان يبدأ حديثه في لقاءاته بمصر بـ (السلام عليكم) لأنه يسعى لتأصيل فكرة التقارب وإزالة الحواجز بين الجميع”.
ولا يحب بابا الفاتيكان تواجد أكلات كثيرة وغالية الثمن على مائدته، وفقا لمرافقه في مصر الذي يقول لموقع “سكاي نيوز عربية”: “طلب من سفارة الفاتيكان بالقاهرة تناول مأكولات مصرية، والاعتماد بصورة رئيسية على الأطعمة التي يتناولها البسطاء بشكل مستمر”.
ويختتم فادي: “ينشغل البابا بإسعاد من حوله بكافة الطرق، مازلت أتذكر موافقته على التقاطي صورة (سيلفي) معه رغم اعتراض الحرس الشخصي. قال لي قم بها مرة ثانية حتى نحصل على كادر جميل”.