ووصف مستشار السياسة الخارجية لبايدن، مايكل كاربنتر، خلال مشاركته الأربعاء الماضي في مؤتمر نظمته “المؤسسة الهيلينية للسياسة الأوروبية والخارجية”، سياسة تركيا الخارجية بأنها غير مسؤولة.

وأضاف كاربنتر أن السياسة الخارجية لأنقرة في منطقة الشرق الأوسط “تخلق مشاكل عديدة، وتتطلب الكثير من الاهتمام من إدارة الرئيس الجديد للولايات المتحدة جو بايدن، وكذلك التنسيق مع حلفائنا في الناتو.”

وبيّن أن تركيا “تتصرف بطريقة غير مسؤولة وعدوانية وتقوّض ما نعتقد أنه مصالح مشتركة لنا، سواء كان ذلك في بحر إيجة أو ليبيا أو إقليم ناغورني كاراباخ، أو عبر شراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس 400، وجميعها لا تمثل أفعال دولة يفترض أنها حليف لنا”.

وبعد أن وضع وزير خارجية أميركا تركيا على جدول رحلته الرسمية في نوفمبر الجاري والتي تشمل أيضا كلا من فرنسا وجورجيا وإسرائيل والإمارات والسعودية وقطر، أفادت خارجية الولايات المتحدة بأن بومبيو سيلتقي البطريرك المسكوني القسطنطيني برثلماوس الأول، ولن يشمل برنامج زيارته إجراء مباحثات مع أي مسؤول بالنظام التركي، في حادثة تعد الأولى من نوعها.

وردا على تصريحات الخارجية الأميركية، وصف المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوى زيارة بومبيو المرتقبة لتركيا، بأنها “ليست في محلها مطلقا”.

تركيا وسيد البيت الأبيض الجديد

وترى المعارضة التركية أن موقف أردوغان هو الأكثر سوءا من ناحية ما يحدث من تغيرات في البيت الأبيض، فالتعديات التركية في بحر إيجة والتدخلات السافرة في ليبيا أفقدت أنقرة مصداقيتها لدى المجتمع الدولي، وقد تفقدها أي دعم أميركي مستقبلا، وهو ما جعل الرئيس التركي يخرج بتصريح ناعم صباح الخميس الماضي يدعو فيه جميع دول العالم للمصالحة.

وحول تداعيات وصول بايدن للبيت الأبيض على تركيا، قال أستاذ السياسات الدولية سعيد عبيدة في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أردوغان يشعر بالقلق نتيجة ما يحدث من تغيرات في وجوه أصحاب البيت الأبيض، وما يحدث من تنسيق عال بين مصر وفرنسا في شرق المتوسط.

وتابع عبيدة قائلا: “بات أردوغان اليوم أمام معضلة غير قادر على استيعابها، وهي كيفية التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة التي توعدته بإسقاطه من الداخل كما صرّح بايدن، وعزم بومبيو تجاهل مقابلته في زيارته”.

من جانبه يرى الباحث السياسي محمد غزوان أن أردوغان كالمحاصر بين شقي الرحى، سواء على الصعيد الإقليمي في ظل تصدي مصر وفرنسا له بشرق المتوسط وفي ليبيا، أو على المستوى الدولي بعد أن أتفق قادة البيت الأبيض القدامى أو الجدد على أن تركيا صارت عبئا على المنظومة الأطلسية، ومصدرا للأزمات في الشرق الأوسط.

وأشار غزوان في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن أردوغان “يعاني من أزمات داخلية بالجملة، وقد طفت تلك الأزمات على السطح عبر الصدام بين وزر الداخلية سليمان صويلو وصهره بيرات البيرق، ثم بين الرئيس نفسه وصهره، والتي انتهت بإقالة البيرق وخروجه من الحكومة التركية”.

واختتم الباحث السياسي حديثه بالقول إن “كل تلك الأزمات التي هي بالأساس اقتصادية دفعت أردوغان ليتحرك كالثور الهائج تجاه مناطق النفط والغاز في سوريا وليبيا وشرق المتوسط، وقبل كل ذلك تجاه صناديق قطر السيادية، وهي الأموال التي صارت الداعم الأول لكل احتياجات حزب العدالة والتنمية في الداخل، وتحركات أردوغان العسكرية في الخارج”.

skynewsarabia.com