وذكرت الصحيفة الواسعة الانتشار في ألمانيا أن سلاح الجو يجري مناورات تحاكي نشوب حرب نووية.
وتشارك في التدريبات، التي تنطلق من قاعدة نورفينيتش في غرب ألمانيا، مقاتلات “تورنيدو” القادرة على حمل أسلحة نووية.
ويعتقد أن قاعدة نورفينيتش تستخدم كمخزن بديل للقنابل الهيدروجينية الأميركية التي تسمى “بي 61″، وأشارت بيلد إلى أن الرؤوس الحربية موجودة في قاعدة “بوشل “الجوية القريبة.
ووصفت الصحيفة التمرين بالقاسي، مشيرة إلى أنه يشمل اختبارا أنظمة الدفاع الجوي في القاعدة التي تعتمد على صواريخ “باتريوت”.
وقالت إن التمرين يشمل إخراج الأسلحة النووية من منشآت التخزين تحت الأرض، ونقلها وتركيبها على متن الطائرات، على أن الرحلات تتم بلا وجود الأسلحة النووية على متن هذه الطائرات.
وذكرت “بيلد” أن دول الناتو، ومنها ألمانيا تدرك أن خطر اندلاع الحرب النووية في الوقت الرهان أعلى من أي وقت مضى.
ورأت أن السبب في ذلك هو انسحاب الولايات المتحدة عام 2018 من معاهدة القضاء على الأسلحة النووية والمتوسطة، التي أبرمت في ثمانينيات القرن الماضي، إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وردت روسيا، وريثة الاتحاد السوفيتي برفض الخطوة الأميركية والإعلان عن البدء في تصنيع صواريخ متوسطة.
وأثار الأمر مخاوف من فتح سباق تسلح واسع النطاق، واحتمال الانزلاق نحو مواجهة نووية، ويقول خبراء إن واشنطن شرعت في نشر أسلحة نووية متوسطة المدى في أوروبا.
وفي سبتمبر الماضي، اعترضت مقاتلات روسية قاذفات القنابل الأميركية العملاقة “بي -52” في سماء بحر البلطيق، حيث يعتقد أنها كانت تنفذ هجوما وهميا هناك.
ورسميا، لا تمتلك ألمانيا سلاحا نوويا، لكن يعتقد منذ زمن بعيد أن حلف “الناتو” قام بتخزين أسلحة نووية على أراضيها، مثل غيرها من الدول الأوروبية، إبان الحرب الباردة، في محاولة لردع السوفييت من تنفيذ أي هجوم ضد القارة العجوز
ورغم محاولة برلمانيين ألمان الضغط باتجاه سحب الأسلحة النووية، التي وضعتها الولايات المتحدة في بلادهم، إلا أن حكومات برلين المتعاقبة رفضت ذلك.
ومما عزز من مواقف الحكومة الألمانية التي تشدد على إبقاء هذه الأسلحة، التدخل الروسي في شبه جزيرة القرم عام 2014، وضمها إليها، الأمر الذي دق ناقوس الخطر من احتمالات تدخلات روسية أكبر في أوروبا.