وبحسب تعليقات الخبراء لـسكاي نيوز عربية، تدور السيناريوهات حول استغلالها في تثبيت سلطة طالبان.
وأنفقت الولايات المتحدة المليارات في تزويد الجيش الأفغاني بالأسلحة لمحاربة الإرهاب طوال الـ 20 سنة الماضية، لكن الاستسلام السريع لهذا الجيش يعني أن الأسلحة تغذي الآن نجاح الحركة في السيطرة.
ولمَّح الرئيس الأميركي جو بايدن لحجم الدعم العسكري للجيش الأفغاني بقوله: “لقد قدمنا لشركائنا الأفغان كل الأدوات، دعوني أشدد على ذلك، كل الأدوات”.
وبينما أخذت القوات الأميركية معدات “متطورة” عند انسحابها، غنمت طالبان من الجيش الأفغاني مركبات وعربات همفي وأسلحة خفيفة، وآلاف الصناديق من الذخيرة.
وأقر جايك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي بأن “كمية لا بأس بها” من المعدات العسكرية الاميركية باتت في أيدي حركة طالبان.
وقال سوليفان في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض ردا على سؤال عن المعدات العسكرية الأميركية في أفغانستان، إن “كمية لا بأس بها وقعت في أيدي طالبان وليس لدينا انطباع بالتأكيد أنهم سيعيدونها إلينا”.
ونشرت طالبان قبل يومين تسجيل فيديو يظهر مقاتليها يحتفلون حول مروحيات أميركية من طراز “بلاك هوك” تابعة للجيش الأفغاني في مطار قندهار بجنوب البلاد.
وأوضح سوليفان أن “مروحيات بلاك هوك هذه لم تعط لطالبان. لقد أعطيت للقوات الأفغانية” بناء على طلب الرئيس الفار أشرف غني.
وأكد أن الرئيس بايدن “اختار” أن يتجاوب مع هذا الطلب، رغم إدراكه لخطر سقوط هذه المروحيات في أيدي طالبان.
وكشف مسؤول عسكري أميركي في البنتاغون لـسكاي نيوز عربية أن هناك قلقا كبيرا لدى دوائر الاستخبارات العسكرية ورئاسة الأركان حيال مصير أسلحة الجيش الأفغاني وخصوصا قدرات سلاح الجو المنتشر في قواعد جوية أفغانية عدّة، أبرزها في مدن قندز ومزار الشريف وجلال أباد وقندهار ومطار “حامد كرزاي الدولي”.
وردا على سؤال لـسكاي نيوز عربية ازاء امكانات التعامل مع هذا التهديد، قال المسؤول في البنتاغون إن لدى سلاح الجو الأفغاني أكثر من مئتيّ طائرة ومروحية، من بينها طائرات “سوبر توكانو مجهزة بصواريخ جو – أرض من طراز “هيل فاير” ومقاتلات هليكوبتر من طراز “بلاك هوك”، فضلا عن طائرات نقل من نوع هيركوليز من طراز “سي 130″، وطائرات شحن من نوع “بوينغ 727”.
يضاف إلى ذلك عشرات الدبابات المجهزة بصواريخ مضادة للمدرعات وأجهزة رادار متطورة وآليات تحمل صواريخ موجهة عن بُعد، وغيرها من القدرات العسكرية.
صاروخ ستينغر
هذا المشهد يعد تكرارا لاستحواذ المقاتلين الذين شكلوا تنظيم القاعدة وحركة طالبان فيما بعد (تشكلت طالبان 1994) على صواريخ “ستينغر” التي قدمتها واشنطن للمقاتلين في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي القرن الماضي، ثم لاحقا استخدمت ضد المصالح المروحيات الأميركية.
وفي 2014 تكرر المشهد حين سقطت الأسلحة الأميركية التي في حوزة الجيش العراقي في يد تنظيم داعش وقت سيطرة التنظيم على الموصل شمال العراق.
أسلحة “تثبيت السلطة”
المخاوف السابقة يستند أصحابها أيضا على وجود تنظيمي القاعدة وداعش في أفغانستان، وإمكانية حصولهما على نصيب من هذه الأسلحة.
غير أن محللين قالوا سابقا لـسكاي نيوز عربية إن طالبان قد ترغم هذه التنظيمات على أن تبقى في حالة “كمون”؛ حتى لا تثير نقمة العالم كما حصل في 2001 حين تسببت عمليات القاعدة في الغزو الأميركي الذي أسقط حكم طالبان السابق.
ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد سلطان لـسكاي نيوز عربية، إن الصور المتداولة تثبت حصول طالبان على كميات كبيرة جدا من الأسلحة، منها أسلحة متطورة كطائرات المراقبة والاستطلاع الأميركية بدون طيار، ومركبات محمية الكمائن المقاومة للألغام وطائرات بدون طيار وسيارات هامفي.
وتتوقع الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، نهلة عبد المنعم لـسكاي نيوز عربية، أن الحركة ستحافظ على تعهداتها لواشنطن، على الأقل حتى تستتب لها الأمور وتحصل على الاعتراف الدولي بحكمها.