وتدور الحرب التي اندلعت في 24 فبراير الماضي، إثر خطاب متلفز للرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وبعد ذلك تتالت كلماته وخطابته، كما واظب عدوه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي على الظهور بشكل يومي خلال الحرب.
وفيما يلي إضاءة على أبرز الشخصيات التي شكلت ملامح الحرب حتى الآن:
فلاديمير بوتن
الرئيس الروسي هو محور الحرب الحالية، فهو الذي اتخذ قرار شنها، لأسباب عديدة ذكرها هو وآخرون من من مساعديه.
وكان العالم كله يسأل قبل الحرب: ماذا يدور في ذهن بوتن؟
يحكم بوتن، الضابط السابق في المخابرات السوفيتية “كي جي بي”، روسيا منذ عام 2000. بوتن هو الشخصية الأساسية في الحياة السياسية الروسية في العقدين الآخرين، وبدا في الاجتماع الأمني الذي سبق الحرب بأيام مدى خوف المسؤولين الروس منه، حتى أولئك الذين يوصفون بالقوة والبأس.
وخلال الأيام المنقضية من الحرب، حرص بوتن على الإدلاء بتصريحات قوية مثل وضع قوات الردع الاستراتيجي في حالة تأهب، ما جعل العالم كله يحبس أنفاسه.
وأبدى الرئيس الروسي صلابة في الحرب، فقال إن ما لم يحققه بالمفاوضات سيحققه بالعمليات العسكرية.
وبدا أن المسؤولين العسكريين مقلين في الظهور الإعلامي وحتى التأثير في مسار الأحداث، مثل وزير الدفاع سيرغي شويغو وقائد الأركان فاليري غيراسيموف.
سيرغي ناريشكين
أما الشخصية الذي ظهرت، بصورة تفوق الوضع الطبيعي في روسيا، فقد كان كان رئيس المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين.
وفي العادة، ظهور رئيس المخابرات أمر نادر للغاية، لكن في حالة ناريشكين كان الوضع مختلفا، فقد ظهر في كلمة نقلتها الكاميرات قبل اندلاع الحرب بأيام معدودة، حيث بدا مرتبكا للغاية بعدما أحرجه بوتن على الملأ أكثر من مرة.
وبعد اندلاع الحرب، قال ناريشكين إن الحرب شنت على أوكرانيا من أجل منعها من حيازة سلاح نووي، مقللا من أسباب أخرى مثل محاولة أوكرانيا الانضمام إلى الناتو أو قمع الناطقين بالروسية في إقليم دونباس.
وكما في كل حروب روسيا الأخيرة، كان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، متصدرا المشد الإعلامي الدولي خاصة بتصريحاته النارية عن الحرب العالمية الثالثة، التي قالت إنها، في حال وقوعها ستكون نووية ومدمرة.
فلوديمير زيليسنكي
كان زيلينسكي ممثلا كوميديا قبل أن تقوده الأقدار إلى السياسة، وخلال عامين وجد نفسه في أصعب وضع يمكن أن يمر به رئيس: دولة كبرى تهاجم دولته الصغيرة ذات الإمكانات المحدودة.
ولا يملك زيلينسكي خبرة سياسية أو عسكرية تذكر، قبل رئاسة البلاد، التي تنبأ بالوصول إليها في فيلم “خادم الشعب”، كما تنبأ بحدوث هروب عدد كبير من سكان بلاده.
وبينما أشاد آخرون بصمود زيلينسكي أثناء الحرب والبقاء في البلاد، لامه كثيرون على عدم سعيه إلى إيجاد حل سياسي، بصيغة ما، في الأشهر الأخيرة لتجنيب بلاده ويلات الحرب,
وخلال إحدى المقابلات بدا زيلينسكي متعبا للغاية، فكان ذقنه طويل وفي حالة من الإرهاق الشديد.
ويشكو الرئيس زيلينسكي في كل إطلالاته الإعلامية تقريبا من خذلان الغرب له وألغى متابعة الزعماء الغربيين مع اندلاع الحرب عبر موقع “تويتر” .
ولم ينس زيلينسكي حسه الفكاهي، حتى في ظل الحرب، فقال ذات مرة إنه يتحدى بوتن للجلوس معا وإجراء ومفاوضات.
وصرح إجلس معي للتفاوض، فقط ليس على بعد 30 مترا. أنا لا أعض. ما الذي تخشاه؟”.
دميترو كوليبا
يعتبر وزير الخارجية الأوكراني وعضو مجلس الأمن والدفاع الوطني دميترو كوليبا من أصغر الدبلوماسيين البارزين في تاريخ أوكرانيا (عمره 40 عاما).
وبدت خبرته محدودة عندما قلل مرارا من التهديد الوشيك بحدوث هجوم روسي، متها الولايات المتحدة بالمبالغة في الخطر.
وقال في فبراير الماضي إن الحشد الروسي على الحدود الأوكرانية “غير كاف لعملية عسكرية واسعة النطاق”.
وعلى الرغم من عدم وجود أي مؤشر على أي تنازلات روسية ، أصر كوليبا على أن الوجود الغربي في المنطقة لإجراء محادثات “يزعج خطط الكرملين”.
وخلال الحرب، يبدو كوليبا من أكثر المسؤولين الأوكرانيين ظهورا على الشاشة، حيث يظهر بصورة شبه يومية في مؤتمرات صحفية للرد على خطاب موسكو وسرد التطورات السياسية والميدانية.
رجل الدعاية الأوكراني
ولم يبرز وزير الداخلية في أوكرانيا، بقدر ما برز مستشاره أنطون هيراشينكو، الذي يدلي بتصريحات شبه يومية، حتى في موضوعات دفاعية لا تتصل بوزارة الداخلية.
ويتخذ هيراشينكو، من صفحته الموثقة في موقع “فيسبوك” منصة لنشر رسائله الإعلامية، خاصة تلك التي تكشف عن الخسائر التي تقول كييف إن موسكو منيت بها.
وبدا أن هيراشينكو مسؤولا للدعاية أكثر منه مسؤولا في وازرة الداخلية.
وعلى سبيل المثال، نشر في اليوم الـ11 للحرب حصيلة تقول إن الجيش الروسي مني بخسائر تقدر بـ11 ألف قتيل فضلا عن 25 ألف جريح.
وفي رسالة دعائية قال إن الجيش الروسي خسر خلال الأيام الماضية خلال حربه مع أوكرانيا أكثر مما خسره خلال حربيه في الشيشان في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة.