الانفجار بحسب الرواية الأمنية وقع من قبل أحد زوار المقهى، عن طريق قنبلة ذات مادة شديدة الانفجار وضعت داخل أحد الهدايا بهدف استهداف أحد المراسلين العسكريين.
تفاصيل الحادث
وقع الانفجار في أحد المقاهي بوسط مدينة سان بطرسبرغ، حيث قُتِل مدون يحمل الاسم المستعار فلادلين تاتارسكي، أما الاسم الحقيقي فهو مكسيم فومين، وهو مراسل حربي لديه العديد من المتابعين في قنواته المختلفة على التلغرام ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.
في تفاصيل الحادث وشهادة الشهود، يقول آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات، ومقره موسكو، إن المقهى نفسه يؤكد أن الحادث اغتيال من الدرجة الأولى وتم بتنسيق مخابراتي، موضحا عدة نقاط عن الحادث:
- المقهى مملوك لشركة “كونكورد كيترينغ”، وهي إحدى شركات يفغيني بريغوجين، مؤسس فاغنر.
كان يجري بداخله حلقات نقاشية باسم الجبهة الإلكترونية Z وهم المهتمين بالأحداث في أوكرانيا والدونباس والعالم. - مكسيم فومين الذي تم اغتياله كان مقربا بشكل كبير لقائد مجموعة “فاغنر“.
- تفيد شهادات شهود العيان أن المتهم الرئيسي فتاة تدعى آنستاسيا، حملت القنبلة إلى داخل المقهى حيث كان يتم الاجتماع مع المراسل الحربي الذي تم اغتياله وعدد من أصدقائه.
الحفل الأخير
ويُضيف آصف ملحم، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن بتوقيت الحادث كان يشهد المقهى احتفالا ويضم أكثر من 100 شخص، وكانت آنستاسيا جالسة بمفردها على طاولة، وكانت تقول: “أنا فنانة وأريد أن أصنع بطلاً للعملية العسكرية الخاصة، ولكن هذا ليس سهلاً، لذلك صنعت فقط تمثالاً نصفياً فقط، وهو في حجرة الملابس”.
وأكمل: “ثم بعد ذلك ذهبت إلى حجرة الملابس وجلبت معها علبة كرتونية كبيرة وأعطتها له قائلةً: هناك شيئاً مذّهباً، وبعد مرور 3 دقائق، انفجرت العلبة؛ ويبدو أن آنستاسيا لم تتمكن من الخروج قبل حدوث الانفجار”.
وأشار آصف ملحم، إلى تورط المخابرات الأوكرانية في الحادث، وذلك بعد حالة الفرحة الهيسترية داخل المنصات الإعلامية التابعة لها بالحادث، ففلادلين تاتارسكي لم يخفي عداءه لنظام كييف وللنازيين في أوكرانيا وكان دائم الكتابة ضدهم.
تحليل أوكراني مختلف
الجانب الأوكراني يرى أن الحادث تصفية حسابات داخلية بين قوات “فاغنر” ووزارة الدفاع الروسية التي اشتد الخلاف بينهم بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، بحسب نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية.
وأوضح نعومكن بورفات، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “المدون العسكري القتيل، كان مشهور بولائه المطلق لمجموعة “فاغنر” وكان دائم الترويج لدورها في المعارك داخل الأوساط الروسية، مما يجعله هدف ثمين ومؤثر في الحرب الداخلية الدائرة بين أجهزة الكرملين”، على حد تعبيره.
وأشار المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إلى تقدم “فاغنر” في باخموت والذي “يجعل من توقيت الحادث استراتيجي لتفويت الفرصة على ترويج إنجازات تلك المجموعة التي ارتكبت انتهاكات جسيمة في الداخل الأوكراني”.
وإذا كان استهداف تاتارسكي متعمدا، فستكون هذه عملية الاغتيال الثانية بعد مقتل داريا دوغينا على الأراضي الروسية لشخصية بارزة مرتبطة بالحرب في أوكرانيا