ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصدر، لم تسمه، أن الولايات المتحدة ستشتري منظومة “ناسامز” المضادة للطائرات، والتي طورتها النرويج، لتوفير قدرة دفاعية متوسطة إلى بعيدة المدى، إضافة إلى المزيد من الذخيرة للمدفعية الأوكرانية، وكذلك رادارات مضادة للبطاريات لدعم جهود كييف أمام الهجوم الروسي في دونباس.
و”ناسامز” هي المنظومة التي تستخدمها الولايات المتحدة لحماية المجال الجوي حول البيت الأبيض ومبنى الكابيتول في واشنطن.
ووافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، هذا الشهر على تقديم 700 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا من بينها أنظمة صواريخ متطورة يمكنها إصابة أهداف بعيدة المدى بدقة، ووفق منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، فإن هذه الحزمة ترفع إجمالي المساعدات العسكرية منذ بدء الحرب لـ6.1 مليار دولار.
حماية العاصمة
وتعقيبا على ذلك، قال المحلل الأميركي، أندرو بويفيلد، إن منظومة ناسامز هي أحد أكثر مشاريع الدفاع نجاحا في النرويج والعالم، حتى أن بطاريات صواريخ ناسامز تشكل الدفاعات الصاروخية الثابتة الوحيدة في الولايات المتحدة لحماية العاصمة واشنطن.
وأضاف بويفيلد، لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه “على الرغم من أنه لم تكن هناك تطلعات كبيرة عند بدء مشروع ناسامز، فإن النرويج بشراكة أميركية نجحا في تصميم واحد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي المعيارية ومرونة”.
وأشار إلى أن المنظومة موجودة في 12 دولة بينها فنلندا وإسبانيا وهولندا، فيما حصلت ١٥ دولة علي أنظمة تحكم تتوافق مع متطلباتهم.
وحول أماكن نشرها، توقع أن تستخدمها أوكرانيا في العاصمة كييف وليس الشرق أو الجنوب فهي مصممة لحماية المواقع عالية القيمة والمراكز السكانية الكبيرة من التهديدات الجوية واستهداف مجمعات سكنية مؤخرا كان أحد العوامل الرئيسية لموافقة الولايات المتحدة على دعم كييف بها.
قدرات خارقة
دخلت منظومة “ناسامز” النرويجية الخدمة في 1998 وهو نظام دفاع جوي متوسط المدى يرتكز على الشبكة تم تصميمه وتطويره بشكل مشترك من قِبل شركتي رايثيون الأميركية وكونغسبيرغ النرويجية لصناعة الدفاع والطيران، بشكل أساسي للقوات الجوية الملكية النرويجية.
ويمكن نشرهذا النظام للكشف وتتبع والاشتباك وتدمير الطائرات ثابتة الجناح والمروحيات وصواريخ كروز والمركبات الجوية بدون طيار، وفي يونيو 2015، أبرمت شركتا رايثيون وكونغسبيرغ اتفاقية مدتها 10 سنوات لتوسيع شراكتهما في صواريخ ناسامز النرويجية المتقدمة حتى عام 2025.
وتتميز المنظومة بهندسة معمارية مفتوحة ومرتكزة على الشبكة توفر إمكانية بقاء متزايدة ضد التدابير المضادة الإلكترونية، يمكن لنظام الدفاع الجوي هذا من الاشتباك مع 72 هدفا في وقت واحد في الأوضاع الفعالة والسلبية.
الصاروخ الأساسي للنظام هو إيه آي إم-120 أمرام (مدى الصاروخ عندما يطلق من الأرض يتراوح بين 15-25 كم حسب نوع النسخة)، وتتكون المنظومة من رادار المراقبة والاستطلاع إم بي كيو-64 إف 1 سنتينل من إنتاج شركة رايثيون وهو رادار عالي الدقة وذي الإشعاع ثلاثي الأبعاد للكشف عن الأهداف الجوية وتتبعها.
تم تجهيز نظام الصواريخ أيضًا بمنصات إطلاق صواريخ إيه آي إم-120 أمرام وجهاز استشعار إلكتروبصري وجهاز استشعار يعمل بالأشعة تحت الحمراء وشبكة اتصالات في الوقت الحقيقي وأداة تخطيط مهمة مدمجة وقائمة بذاتها، ويمكن لمنظومة صواريخ ناسامز النرويجية المتقدمة إطلاق صواريخ أخرى غير إيه آي إم-120 أمرام : مثل AIM-9X Sidewinder و Evolved Sea Sparrow Missile ESSM.
وجرى تجهيز المنظومة المتقدمة بثلاث منصات إطلاق متعددة المهام، يحمل كل منها ما يصل إلى ستة صواريخ جاهزة لإطلاق من داخل حاويات واقية، ويتميز النظام بقدرة دفاعية بزاوية 360 درجة وهو مناسب للعمليات ليلًا ونهارًا في جميع الأحوال الجوية.
كما تم تزويدها بمركز توزيع النيران (FDC) مع وحدة للقيادة والسيطرة للقيام بوظائف إدارة المعركة والتحكم والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر والاستخبارات (BMC4I). كما أنها تستخدم لإدارة ارتباط البيانات، وتحديد المسار والارتباط وتقييم التهديد، وتوزيع الأسلحة وتقييم النتائج.