هذا مجرد مشهد من المشاهد التي نقلها مراسل صحيفة “الصن” البريطانية الذي جال على وحدة وأكرانية تخدم على بعد أمتار قليلة من جيش روسيا الضخم.
وتعهد الجنود في هذه الوحدة بالقتال حتى آخر نفس وآخر طلقة في مواجهة الروس.
وارتفع منسوب التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، مع حديث غربي عن نية موسكو غزو جارتها الغربية.
لكن الكرملين ينفي وجود خطط لغزو روسيا، ويتهم الغرب باستفزازها، مؤكدا أن تحركات القوات الروسية لا تهدد أحدا.
وعلى الأرض، الصورة مغايرة، فأيدي الجنود الأوكرانية على الزناد تحسبا لأي هجوم روسي مباغت.
الرصاص لا يتوقف
وكان من بين المقاتلين في هذه الوحدة نساء، والتقط مصور “الصن” صورة لمقاتلة أوكرانية وهي تحمل بندقية كلاشينكوف وبدت واثقة من نفسها، رغم الأجواء المتوترة في المحيط.
وقال مراسل “الصن” إن الطلقات النارية كانت تسمع في الأجواء أثناء تجوله على خط النار.
وعلى سبيل المثال، فتح رشاش ثقيل النار من موقع عسكري محاط بالأسلاك الشائكة وأكياس الرمل، فيما هرع المراسل والعسكريين الأوكرانيين إلى مخبأ احتماءً من الرصاص.
وأمسك عسكري أوكراني ببندقيته من طراز كلاشينكوف متخذا وضعا دفاعيا لمواجهة التهديد، وقال: “الأوغاد يرسلون لنا بطاقات عيد الميلاد”.
ويقع هذا الموقع العسكري في منطقة دونباس، شرقي أوكرانيا، حيث تقاتل القوات الحكومية مقاتلين انفصاليين مدعومين من موسكو.
وقتل 13 ألف شخص من الجانبين في الصراع الدموي في المنطقة، حيث يبلغ خط المواجهة أكثر من 400 كيلومتر.
وتصاعدت حدت خروق إطلاق النار في هذه المنطقة، ففي يوم واحد سجلت أكثر من 444 خرقا للاتفاق الهش.
ويعتقد العسكريون الأوكرانيون أن الاجتياح الروسي سيكون سريعا، نظرا للحشد الضخم، لكن مع ذلك فمعنويات الجنود المتمركزين في الخناق الرطبة في بلدة أفدييفكا على خط المواجهة عالية، كما تقول “الصن”.
أدوات قديمة وجديدة
وذكرت الصحيفة البريطانية أن اللواء 25 المحمول جوا في القوات الأوكرانية بنت “مجموعة مذهلة” من التحصينات في المنطقة.
ويستعمل القادة العسكرية هواتف قديمة للتواصل فيما بينهم، خشية اختراق المكالمات، ويتمركز هؤلاء داخل الخنادق المبطنة بالألواح الخشبية، وتشير الصحيفة إلى أن هذه الخنادق تشبه تلك التي كانت موجودة قبل 100 عام إبان الحرب العالمية الأولى.
ومع ذلك، فإن الخط الدفاعي المتعرج محاط بكاميرات خفية تنقل كل حركة للروس إلى شاشات الكمبيوتر لدى القوات الأوكرانية.
وفي السماء، تحلق الطائرات المسيّرة من الجانبين في الأجواء لضمان تسجيل كل حركة للجنود على الأرض.
وقال الملازم الأول ميهايل، الذي رفض الكشف عن اسم عائله: “يبدو أننا أعدنا عقارب الساعة إلى الوراء أكثر من 100 عام”.
“ثقة بالنصر”
وأضاف ميهايل (25 عاما): “لكن التكنولوجيا وتكتيكات ساحة المعركة تطورت كثيرا منذ ذلك الحين، وكان لدينا 8 سنوات للاستعداد لمواجهة القوات الروسية في حال هجومها.
وتابع: “نحن مدربون جيدا ونعرف بالضبط كيف سنرد، ويمكن أن نضمن أننا سنوقع خسائر كبيرة (في صفوف القوات الروسية)”.
وقال: “هناك إطلاق نار هنا كل يوم ولا توجد مطلقة لحظة واحدة تشعر فيها بالأمان ولكننا متحمسون ومستعدون للمقاومة.
وختم: “إنها معركة يجب أن نفوز بها”.