وكان الصحفي البيلاروسي، رومان بروتاسيفيتش، في طريقه من أثينا إلى فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، عندما أجبرت الطائرة على الهبوط في منيسك، عاصمة بيلاروسيا، وهناك تم اعتقاله.
وفي أحدث رد من دود الأفعال، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن أنطونيو غوتيريش يؤيد إجراء “تحقيق مستقل” في ما تعرضت له الطائرة في بيلاروس.
وأضاف المتحدث أن غوتيريش “يؤيد الدعوات الى اجراء تحقيق شفاف ومستقل بالكامل حول هذا الحادث المقلق ويحض جميع الاطراف المعنيين على التعاون مع هذا التحقيق”، في ‘شارة الى ما تعرضت له طائرة “راين اير” التي كان تقل معارضا بيلاروسيا تم اعتقاله.
وقال ستيفان دوجاريك، في بيان، إن الامين العام “قلق بشدة حيال ما يبدو إنه هبوط الزامي لطائرة ركاب في بيلاروس وما أعقبه من اعتقال للصحافي رومان بروتاسيفيتش.
في غضون ذلك، عقدت المنظمة الدولية للطيران اجتماعا طارئا الخميس لبحث قضية طائرة “راين اير”.
وأعلنت المنظمة الدولية للطيران المدني، أنها ستعقد اجتماعا طارئا لمجلسها الإداري، الخميس، بعدما اعترضت بيلاروس رحلة تجارية لشركة “راين اير”.
وكتبت المنظمة التي تتخذ من مونتريال مقرا لها، عبر تويتر أن “رئيس مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني دعا الى اجتماع طارئ للممثلين الدبلوماسيين الـ36 في المجلس في 27 مايو، إثر الحادث الذي تعرضت له رحلة “راين إير” الرقم “إف آر 4978 في المجال الجوي لبيلاروس”.
وأعربت المنظمة، الأحد، عن “قلقها البالغ حيال ما يبدو أنه هبوط الزامي لطائرة “راين إير” وركابها، الأمر الذي يتنافى مع معاهدة شيكاغو” التي تنظم الطيران المدني.
وأدرجت العديد من العواصم الأوروبية وشركات الطيران، الاثنين، المجال الجوي لبيلاروس على اللائحة السوداء، في ضوء ضغط دولي متزايد.
وتلقت الجمهورية السوفياتية السابقة المتهمة بأ”القرصنة” وممارسة “إرهاب الدولة” دعم حليفها الروسي، مؤكدة أنها تصرفت في شكل مشروع تماما.
وتقضي مهمة المنظمة الدولية للطيران المدني بتحديد القواعد التي تنظم الملاحة الجوية المدنية من دون أن تتمتع بسلطة فرض عقوبات.
عقوبات في الأفق
ويبحث الاتحاد الأوروبي طريقة الرد على الواقعة، وربما يلجأ إلى تشديد عقوبات مفروضة بالفعل على الجمهورية السوفيتية السابقة.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، للصحفيين قبيل محادثات بين زعماء التكتل وعددهم 27 “يجب أن يكون رد الفعل سريعا وحازما”
في المنحى نفسه، أعاد وزير الخارجية الإيرلندي، سايمون كوفني، لهجة استخدمتها بعض الدول الأوروبية “كان ذلك فعليا قرصنة جوية، برعاية الدولة”.
وقالت دول البلطيق الثلاث إنه ينبغي إعلان المجال الجوي لروسيا البيضاء “غير آمن” ويجب أن يغلق الاتحاد الأوروبي مجاله الجوي أمام رحلات مينسك.
ومع تصاعد التوتر في المنطقة، قالت كل من روسيا البيضاء ولاتفيا إنهما قررتا طرد السفيرين.
من هو الصحفي المعتقل؟
هو صحافي من بيلاروسيا يبلغ من العمر (26 عاما)، وكان يعمل في منصة رقمية تدعى NEXTA مقرها في بولندا، وكانت متخصصة في نشر أخبارا ومقاطع فيديو عن الاحتجاجات ضد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، العام الماضي.
وشهدت بيلاروسيا احتجاجات عارمة في 2020، بعد أن أعلن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو فوزه في الانتخابات للمرة السادسة على التوالي، بينما أكدت المعارضة أن النتيجة مزورة.
ويحكم لوكاشينكو الجمهورية السوفيتية السابقة منذ عام 1994، وينظر إليه على أنه “آخر دكتاتور في أوروبا” بحسب ما تقول شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
وخلال تلك الاحتجاجات التي قوبلت بالعنف الشديد، كان الصحفي بروتاسيفيتش نشيطا في التغطية عبر تطبيق”تلغرام” الذي استعمله لجمع الأخبار ونشرها في وقت في وقت كان من الصعب على وسائل الإعلام الأجنبية تغطية الأحداث بصورة مباشرة في الجمهورية السوفيتية السابقة.
وفي الوقت الحالي، يعمل بروتاسيفيتش في منصة رقمية أخرى تدعى Belamova وتنشط بصورة رئيسية على تطبيق “تلغرام”.
ويواجه الصحفي العشريني اتهامات بالتطرف، بما في ذلك ذلك تنظيم أعمال شغب جماعية والتحريض على الكراهية الاجتماعية ، تتعلق بالاحتجاجات أواخر العام الماضي.
وينفي بروتاسيفيتش هذه المزاعم، لكنه قد يواجه عقوبة تصل إلى 15 عاما في السجن في حالة إدانته من قبل السلطات.
ولدى هذا الصحفي سجل طويل في الاحتجاج على حكم الرئيس لوكاشينكو، إذ بدأ في المشاركة في الأنشطة المعارضة في عام 2010، وعمره لا يتجاوز 15 سنة.