وتعهدت الحركة بضمان سلامة جميع العاملين في مجال الإغاثة ووصول المساعدات إلى أفغانستان، وذلك خلال اجتماع مع غريفيث، وفق ما أفاد متحدث باسم المنظمة الدولية.
ويزور غريفيث العاصمة الأفغانية بهدف عقد اجتماعات مع قيادات طالبان، وسط كارثة إنسانية تهدد البلاد التي وقعت حديثا تحت سيطرة الحركة المتشددة.
وفي المقابل، تعهد غريفيث بمواصلة تقديم المساعدة للشعب الأفغاني.
وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن “السلطات تعهدت ضمان سلامة وأمن العاملين في المجال الإنساني ووصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وكذلك ضمان حرية حركة العاملين في المجال الإنساني، رجالا ونساء”.
وأضاف البيان أن غريفيث أكد خلال الاجتماع أن المجتمع الإنساني ملتزم تقديم “مساعدات إنسانية محايدة ومستقلة”، كما دعا جميع الأطراف إلى ضمان حقوق النساء، سواء اللواتي يساهمن في إيصال المساعدات أو المدنيات.
والتقى الملا عبد الغني بردار رئيس المكتب السياسي لطالبان ومسؤولون آخرون بغريفيث.
وقال المتحدث باسم الحركة سهيل شاهين على “تويتر”: “وعد وفد الأمم المتحدة بمواصلة المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، قائلا إنه سيدعو إلى تقديم مزيد من المساعدات لأفغانستان خلال الاجتماع المقبل للدول المانحة”.
ووفقا للأمم المتحدة، تؤثر الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد على 18 مليون شخص، أو نصف عدد سكان أفغانستان تقريبا.
وحتى قبل إطاحة طالبان الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب في 15 أغسطس، كانت أفغانستان تعتمد فعليا بشكل كبير على المساعدات، وشكل التمويل الأجنبي 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
لكن مستقبل منظمات الإغاثة في البلاد في ظل حكم طالبان يشكل مصدر قلق للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، رغم تعهدات طالبان بنمط حكم أكثر ليونة مما كان عليه الحال خلال فترتها الأولى في السلطة.
وسبق أن أكدت منظمات إغاثة عدة لـ”فرانس برس” أنها تجري محادثات مع طالبان لمواصلة عملياتها، أو أنها تلقت بالفعل ضمانات أمنية لبرامج قائمة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعا إلى اجتماع دولي في 13 سبتمبر في جنيف لزيادة المساعدات الإنسانية لأفغانستان، قد دعا “جميع المانحين إلى تجديد دعمهم حتى يتم تعزيز الاستجابة الحيوية بشكل عاجل وتسليمها في الوقت المحدد وتخفيف المعاناة”.
كما دعا الأمين العام “جميع الدول لقبول استقبال اللاجئين الأفغان والامتناع عن أي عملية طرد”.
واستأنفت الأمم المتحدة الرحلات الجوية الإنسانية إلى شمال أفغانستان وجنوبها، بعد سيطرة طالبان على السلطة في البلاد، على ما أعلن دوغاريك الخميس الماضي.