ووفق مجلة “نيوزويك” الأميركية، فإن نيزناني (73 عامًا) هو أحد المحاربين القدامى في فيتنام، لم تمنعه إعاقته التي أصيب بها أثناء خدمته من كسب لقمة العيش عبر بيع أرفف أمتعة مخصصة للدراجات النارية من منزله في جينسفيل بولاية جورجيا.
التقته المجلة بعدما شهدت آراؤه التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا كبيرًا، فمنشوراته على موقع “كورا” للتواصل الاجتماعي حصدت عشرات الآلاف من المشاهدات خلال أول أسبوعين من نوفمبر الماضي، وأكثر من 4 ملايين مشاهدة بشكل عام.
المحارب الأميركي واحد من العديد من الجمهوريين العاديين الذين يمتلكون الأسلحة، وفي الأشهر الأخيرة تحدثوا بصراحة عن الحاجة إلى إسقاط، بالقوة إذا لزم الأمر، حكومة فيدرالية يرون أنها غير شرعية، ومبالغة في الحد من الحرية الأميركية، وفق المصدر ذاته.
ويقول نيزناني إن الملايين من زملائه المحتملين للتمرد سيكونون هناك أيضًا، وهم بمثابة “قنبلة موقوتة” تستهدف مبنى الكابيتول، “هناك الكثير من الأشخاص المسلحين بالكامل يتساءلون عما يحدث لهذا البلد. هل سنسمح لبايدن بمواصلة تدميرها؟ أم أننا بحاجة للتخلص منه؟ سنأخذ الكثير قبل أن نقاوم.. انتخابات عام 2024 قد تكون الدافع”.
أخطر من الميليشيات
تتجاوز ظاهرة نيزناني وزملائه الميليشيات التي كانت سمة من سمات الحياة الأميركية على الأقل منذ صعود “كو كلوكس كلان” إلى السلطة بعد الحرب الأهلية، وهي أقدم منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، أسسها مجموعة من المحاربين القدامى من الولايات الجنوبية في عام 1865، وكذلك جماعات مثل “براود بويز” و”أوث كيبرز”، التي شاركت في أعمال الشغب في 6 يناير في مبنى الكابيتول، وربما لعبت أدوارًا تنظيمية.
وأكدت المجلة أن “ما يمثله هو شيء آخر تمامًا، حركة أكبر وأكثر انتشارًا من الناس العاديين إلى حد ما، تغذيها المعلومات المضللة المنسوجة بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنهم مسلحون جيدًا”.
وأوضحت أنه “في عام 2020، اشترى 17 مليون أميركي 40 مليون قطعة سلاح، وفي عام 2021 كانوا في طريقهم لإضافة 20 مليونًا أخرى”.
ظاهرة قابلة للاشتعال
ونقلت عن أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا آدم وينكلر أن هناك حركة شراء أسلحة ضخمة في أميركا ومعظمها من الجمهوريين مع الاعتقاد المتزايد بين العديد من الجمهوريين بأن الحكومة الفيدرالية هي طغيان غير شرعي يجب الإطاحة به بأي وسيلة ضرورية.
وأضاف وينكلر: “تثير هذه الصيغة القابلة للاشتعال خطر شن هجمات مسلحة واسعة النطاق في فترة قريبة من الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وهي هجمات يمكن أن تجعل تمرد 6 يناير يبدو وكأنه حيلة بلا أسنان، بالمقارنة مع هذه الظاهرة المتزايدة.
وتابع: “إذا اندلعت أعمال العنف المسلح في انتخابات عام 2024، فسيقع قمعها على عاتق الجيش الأميركي، الذي قد يحجم عن حمل السلاح ضد المواطنين. في هذه الحالة، قد يتم تحديد مصير الأمة من خلال حقيقة بسيطة: مجموعة فرعية كبيرة من أحد الطرفين تقوم منذ سنوات بتسليح نفسها بشكل منهجي لهذا السبب بالذات”.
ومطلع نوفمبر، كشف استطلاع رأي أجرته فضائية “بي بي إس” أن الديمقراطيين يشعرون بالقلق من أن قمع الناخبين والتدخل في الانتخابات من جانب مسؤولي الدولة الجمهوريين، حَرَمَا ملايين الأميركيين من آرائهم في مراكز الاقتراع، ويمثلان أكبر تهديد للانتخابات الأميركية.
فيما يزعم الجمهوريون أن الديمقراطيين قد تلاعبوا بالفعل في فرز الأصوات من خلال التزوير لسرقة الانتخابات الرئاسية، وفق استطلاع لشبكة “سي إن إن” في أكتوبر الماضي، حيث كشف عن أن أكثر من 3 أرباع الجمهوريين يعتقدون أن فوز جو بايدن في انتخابات عام 2020 كان مزورًا.
واعتبرت المجلة أن هناك مسارًا واحدًا لتجنيب البلاد تهديدا مسلحا واسع النطاق أو حتى أعمال عنف حول انتخابات 2024، وهو فوز مريح لا جدال فيه من قبل ترامب، حيث قد ييأس الديمقراطيون من الخسارة، لكن ليس من المحتمل أن يخوضوا احتجاجات جماهيرية ضد ما يمكن اعتباره فوزًا شرعيًّا في الانتخابات.
الشعبوية القومية
الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، قال إن العالم أصبح تتزايد فيه ظاهرة الشعبوية القومية، وزادت من حدتها فترة ترامب، حيث ساعد في تنامي الاستقطاب في الولايات المتحدة.
وأضاف الكاشف، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن هناك مبالغة في العالم فيما يتعلق بالولايات المتحدة كنموذج للديمقراطية، وما حدث من اقتحامات للكابيتول لا يجعلها بعيدة عن “جمهوريات الموز”.
واستبعد إمكانية حدوث انقلاب في حال فوز بايدن بولاية جديدة، لكنه توقع وقوع أعمال عنف وشغب حال استمر خطاب ترامب بذات الطريقة، عبر التشكيك، وتأجيج الكراهية بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وفي حديث لقناة “جي بي نيوز” البريطانية مطلع الشهر الجاري، لـمّح ترامب إلى إمكانية مشاركته في انتخابات الرئاسة عام 2024 على الرغم من الانتقادات الواسعة التي تعرض لها خلال ولايته، وخاصة في نهايتها.
ورد على سؤال حول هذا الموضوع بقوله: “إنني أحب بلادنا، أوصلتها إلى مستوى لم يسبق له مثيل”.
كما كشف استطلاع أجرته مؤسسة “بوليتيكال مورنينغ كونسالتانت” أن الجمهوريين يدعمون ترشح ترامب لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2024، كما أن معظم الديمقراطيين يؤيدون ترشح الرئيس جو بايدن مرة أخرى.