لكن وقبل أن ينتهي يوم السادس من يناير 2021، تحول الحدث إلى تمرد عنيف وقاتل في مبنى الكابيتول الأميركي، فبدلاً من الحصول على الدعم لقضيتهم الخاسرة، بدوا بصورة المخربين وحفز ذلك الكونغرس على الموافقة على شهادة الهيئة الانتخابية.

ولم تكن هذه النتيجة المتوقعة بالنسبة لجمهور ترامب والناشطين في الحزب الجمهوري، كانوا يتوقعون أن صوتهم سيسمع وأن هناك شيء ما سيحصل لصالح رئيسهم ولكن بعد ذلك جاء قرار العزل ليقضي على أحلامهم وخططهم التي رسموها، ولا يزال معظمهم يصر على وصف الأمر بالمؤامرة لإقصاء ترامب.

ويقول فلاديمير براير أحد المشاركين في تظاهرة واشنطن وهو مقيم في مقاطعة وست بالم بيتش في مجمع سكني قريب من المقر الجديد للرئيس المعزول: “لم أكن أتوقع ما رأيته في واشنطن، لم أكن أتوقع أبداً أن تتحول تظاهرتنا السلمية المؤيدة للرئيس إلى فوضى عارمة.

وأضاف “بعد أن سمعت دوي طلقات نارية وطلقات نارية، قلت لزوجتي علينا أن نغادر المكان حالاً الأجواء لا تبدو جيدة”.

5 وفيات وعشرات الاعتقالات في وقت لاحق مع احتدام أعمال الشغب في الكابيتول قام على إثرها مجلس النواب الأميركي في تصويت من الحزبين بإقالة ترامب، ووضع علامة تعجب على ما اعتبره العديد من الأميركيين فصلًا أخيرًا مخجلًا من رئاسته.

ماذا بعد ترامب؟

اليوم تطرح التساؤلات نفسها، ماذا بعد ترامب وهل من تحرك جديد ينوي جمهور الرئيس السابق القيام به، خصوصاً وأنه يسيطر على العديد من الولايات هنا. 

المؤكد أنه وفي جميع أنحاء ولاية فلوريدا من الشمال إلى الوسط لا تزال الغلبة واضحة للحزب الجمهوري، الذي فاز بغالبية المقاعد في مجلس النواب ومقعدي مجلس الشيوخ مجدداً لتبقى فلوريدا الولاية الحمراء، وبالتالي ما يجعل التحركات في هذه الولاية مؤشراً لما يمكن أن يفعله المناصرون.

خصوصاً وأن استطلاعات الرأي هنا تشير إلى أن ترامب لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بين الجمهوريين وأنصاره الأكثر ولاءً، ولو كان في صفوف مناصريه من اعترفوا بالهزيمة ورفضوا القول كغيرهم بأنها مجرد مؤامرة.

هؤلاء يفهمون بأن بايدن سيكون الرئيس القادم، وبأن الديمقراطيون سيسيطرون على الكونغرس ويعتبرون أن عليهم الآن ترتيب دورهم كنشطاء على مستوى القاعدة للمضي قدمًا.

ويقول سيمون بدرسون وهو أحد الناشطين الذين شاركوا في حملة ترامب الرئاسية: “بقدر ما نحن نحب الرئيس دونالد ترامب علينا أن نكون واقعين ونعترف أنه خرج الآن ولا يجب أن نثير إشكالات أو نشارك بتظاهرات جديدة ضد بايدن. الآن لا ذريعة للحزب الديمقراطي فلنقف في صفوف المتفرجين ونرى كيف سيفشلون في إدارة البلاد”.

وتحظى “الترامبية” بشعبية كبيرة في فلوريدا، التي يعتبرها دونالد ترامب بيته حتى قبل أن ينتقل نهائياً إليها، فهي الولاية التي فاز بها ترامب مرتين، وآخرها عام 2020 عندما تغلب على منافسه بايدن بنسبة هائلة نسبيًا بلغت 3.4 بالمئة. 

فلوريدا أيضاً المكان الذي يمكن القول فيه إن الجحافل من أنصار ترامب كانوا الأكثر وضوحاً وتباهياً برئيسهم، فهم لا يتوانون عن رفع شعاراته إشاراته على سيارتهم ومنازلهم وحتى ملابسهم حتى اليوم.

وهم كانوا الأكثر تلويحاً بالإشارات في التجمعات الانتخابية، فهم من نظموا أساطيل من مئات القوارب على شواطئ ميامي وتامبا وسانت أغسطين، واصطفوا بالالآف في كل مرة كان بطلهم يزور منتجعه في مار ألاغو  لاستقباله وللتعبير عن فرحتهم بزيارته.

عالم ما بعد ترامب

من جانبه، يقول المحلل السياسي والمقرب من الحزب الجمهوري ماركو بوهوركيز: “عالم ما بعد ترامب بدأ والسؤال الذي يطرح الآن كيف سيتعامل الجمهوريون في فلوريدا معه؟”

وأضاف “بعض هؤلاء سيخرجون في (ترامب كورنر) في بالم بيتش غاردنز للتلويح بالعلم والتزمير غداً، وآخرون غارقون في مكان ما بين التفكير والمضي قدمًا بمهمة وهدف مختلفين. فيما يبدو الانشقاق واضح في صفوف الجمهوريين خارج فلوريدا.

وتابع: “من هنا باعتقادي أنه من الأفضل أن نطوي صفحة ونبدأ بالتحضير للانتخابات المقبلة من الآن، ولو أني أكاد أجزم أن جمهور ترامب أصبح أكبر هنا حتى بعد عزله”.

 يوم الأربعاء الماضي، انضم 10 أعضاء جمهوريين في مجلس النواب الأميركي إلى الأغلبية الديمقراطية في تصويت لإعادة عزل ترامب، زاعمين أنه حرض على أعمال الشغب في 6 يناير.

ومع ذلك، بقي الدعم للرئيس المعزول كبير في فلوريدا، إذ لم يصوت أي عضو جمهوري في مجلس النواب لعزله، وعممت نوادي المعجبين بترامب على مجموعاتها التي انتقلت من واتساب إلى سيغنل بتحضيراتها لتسعة مسيرات على مستوى الولاية غدا لشكر الرئيس، وطلبت من متابعيها المشاركة.

وتقول دوريثي جاكوبك: “سأشارك في تجمع الغد ولكن الشعار لن يكون (أوقفوا السرقة) أو أي شيء من هذا القبيل. نحن فقط نود أن نقول شكراً للرئيس”.

skynewsarabia.com