وخلّفت الحرب قبيل عام كامل على اندلاعها، عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، والملايين من النازحين، في الوقت الذي أثارت أزمات اقتصادية حول العالم.
وبدأت الحرب فجر 24 فبراير 2022، بضربات روسية مكثفة في شتى أنحاء أوكرانيا، فيما تقول موسكو إنها “عملية عسكرية خاصة” لحماية إقليم دونباس، الذي يعيش فيه سكان ناطقون باللغة الروسية يعانون من الاضطهاد، بحسب روسيا، التي تخشى أيضا من التمدد حلف شمال الأطلسي “الناتو” نحو حدودها عبر أوكرانيا.
ورغم الآمال بتوقف آلات الحرب عن دورانها في الساحة الأوكرانية خلال العام الجاري، إلا أن خبراء عسكريين ومراقبين يتوقعون أن يشتد الصراع في غضون الأسابيع المقبلة في خضم الاستعداد لمعركة الربيع الأكثر ضراوة بين موسكو وكييف.
وخلال زيارة مفاجئة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كييف، يوم الاثنين، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يأمل أن تنتهي الحرب بحلول نهاية عام 2023.
وذكرت شبكة “سي إن إن”، أنه على الرغم من أن العام الأول من الصراع قد ألقى بالكثير من المفاجآت، يبدو أن الأسابيع القليلة المقبلة من المرجح أن تدفع بهجوم روسي أكثر شدة في نقاط مختلفة على طول خط المواجهة من خاركيف إلى منطقة زابوريجيا الجنوبية الشرقية؛ لتحقيق هدف الكرملين المعلن المتمثل في الاستيلاء على باقي مناطق لوغانسك ودونيتسك.
ويرى الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، جون ألترمان، أن “الحرب لا تظهر بالتأكيد أي علامة على أنها على وشك الانتهاء… لدى كل جانب شعور بأن الفترة مواتية له، وأن إلقاء السلاح الآن سيكون خطأ”.
ضربات جوية
يأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع بعض المسؤولين الغربيين أن تصبح القوات الجوية الروسية عنصرًا أكثر أهمية في خطة المعركة. وهذا ما ذكره وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأسبوع الماضي، حين قال: “نحن نعلم أن روسيا لديها عدد كبير من الطائرات في مخزونها وأمامها الكثير من القدرات التي لم تُفصح عنها”.
وتُشير تقارير غربية إلى أنه ربما على الأرجح، أن يدخل الصراع في حالة ركود عنيف، بعد اندلاع “غضب معركة الربيع”، مع القليل من الأرض التي يجري التنازع عليها وسط الاستنزاف المستمر والخسائر الكبيرة.
وحققت قوات “فاغنر” الروسية خلال الأيام الماضية، تقدما جديدا في محيط باخموت الأوكرانية، التي تشهد أطول معركة للعملية الروسية في منطقة دونباس.
استمرار الصراع
وعن مستقبل الأولى بعد عامها الأول، يعتقد مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في الناتو، وليام ألبيركي، أن الصراع بين روسيا والغرب مستمر منذ بعض الوقت وسيستمر لفترة طويلة في المستقبل.
وحدد “ألبيركي” في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، التفاصيل بالقول:
- لا تزال روسيا تؤمن بمفاهيم القرن الثامن عشر حول كيفية سيطرة الدول الكبرى على الدول الصغيرة، وخاصة تلك المجاورة لها.
- نعم ستزداد وتيرة العمليات العسكرية، وأعتقد أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون مكثفة للغاية، حيث تحاول موسكو تحقيق مكاسب إقليمية في الجبهة الوسطى قبل وصول دبابات “ليوبارد” بأعداد كبيرة ويمكن لأوكرانيا أن تبدأ هجماتها الخاصة.
- كان الدعم الغربي لأوكرانيا مرنًا بشكل ملحوظ، لم أكن لأتوقع مثل هذه الوحدة والدعم لمدة عام، وعلى الأرجح أنه سيستمر لفترة طويلة.
- لا أعتقد أن أوكرانيا كانت ستوجد لولا الدعم الغربي، الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات والتدريب في المراحل الأولى، والدبابات السوفياتية القديمة وناقلات الجنود المدفعية الغربية، والمدفعية المتنقلة، ومنظومة هيمارس في فترة المنتصف، وبيانات الاستهداف والتخطيط والذخيرة والدروع الغربية الأكثر تقدمًا في المرحلة الحالية، غيرت جميعها ساحة المعركة لصالح أوكرانيا.
- بدون هذا الدعم، كان من المحتمل أن تكون أوكرانيا قد هُزمت بالفعل أو على وشك الهزيمة.