واعتبر القائد العسكري البارز أن قادة طالبان الجدد في البلاد “منقسمون” حول ما إذا كانوا سيفون بتعهدهم الذي أطلقوه عام 2020، بقطع العلاقات مع التنظيم أم لا.
وصرح ماكنزي في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، أن “رحيل الأصول العسكرية والاستخباراتية الأميركية من أفغانستان زاد من صعوبة تعقب القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى هناك”.
وقال: “من المحتمل أن لدينا حوالي 1 أو 2 بالمئة من القدرات التي كانت لدينا من قبل في أفغانستان”، مضيفا أن “هذا يجعل من الصعب جدا، وليس من المستحيل ضمان عدم تشكل تنظيم القاعدة أو فرع تنظيم داعش في أفغانستان تهديدا للولايات المتحدة”.
وأوضح ماكنزي أنه “من الواضح أن تنظيم القاعدة يحاول إعادة بناء وجوده داخل أفغانستان“، علما أنه خطط من هناك لهجمات 11 سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة.
وأضاف أن بعض المسلحين يأتون إلى البلاد عبر حدودها الهشة، لكن من الصعب على الولايات المتحدة تتبع الأرقام.
وأدى الغزو الأمريكي الذي أعقب هجمات 11 سبتمبر 2001 إلى حرب استمرت 20 عاما، نجحت في البداية بإزاحة طالبان من السلطة لكنها فشلت في النهاية مع عودة الحركة إلى السلطة.
وبعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل الماضي انسحابه الكامل من أفغانستان، تغلبت حركة طالبان بشكل منهجي على دفاعات الحكومة الأفغانية، حتى سيطرت على العاصمة كابل في أغسطس مع رحيل القوات الغربية.
وقال ماكنزي وغيره من كبار مسؤولي الجيش والأمن القومي الأميركيين قبل الانسحاب الأميركي، إن ذلك سيعقد جهود السيطرة على تهديد القاعدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى فقدان المعلومات الاستخباراتية على الأرض وغياب حكومة صديقة للولايات المتحدة في كابل.
وتؤكد الولايات المتحدة أنها ستعتمد على الضربات الجوية باستخدام الطائرات المسيرة وغيرها من الطائرات المتمركزة خارج حدود أفغانستان، للرد على أي تهديدات متطرفة ضد الولايات المتحدة.
وأضاف ماكنزي أنه “لم يتم تنفيذ مثل هذه الضربات منذ أكملت الولايات المتحدة انسحابها من أفغانستان في 30 أغسطس”، وأشار إلى أن قدرة بلاده على شن مثل هذه الضربات تعتمد على توافر المعلومات الاستخباراتية والصور العلوية وغيرها من المعلومات والاتصالات، و”هذه البنية لا تزال قيد التطوير الآن”.
وتنظيم القاعدة بين الجماعات المتطرفة العديدة داخل أفغانستان، وبعد 2001 فقد معظم قدرته على تهديد الأراضي الأميركية بشكل مباشر، لكن ماكنزي قال إنه يحتفظ “برغبة طموحة” لمهاجمة الولايات المتحدة.
وخلال فترة حكمها الأولى في كابل، من 1996 إلى 2001، قدمت حركة طالبان ملاذا للقاعدة، ورفضت طلب واشنطن بعد 11 سبتمبر بطرد الجماعة وتسليم زعيمها أسامة بن لادن، وحافظت طالبان والقاعدة على العلاقات فيما بينهما منذ ذلك الحين.
وتابع ماكنزي: “لذلك ما زلنا نحاول تحديد الكيفية التي ستعمل بها طالبان بالضبط ضدهم، وأعتقد أنه خلال شهر أو شهرين سيصبح الأمر أكثر وضوحا بالنسبة لنا”.
بالمثل، قال ماكنزي إنه لم يتضح بعد إلى أي مدى ستلاحق طالبان بقوة تنظيم “داعش”، الذي هاجم الحركة بعنف في أنحاء البلاد.
وقد ألقت الولايات المتحدة باللوم على داعش في تفجير انتحاري يوم 26 أغسطس خارج مطار كابل، أسفر عن مقتل 13 جنديا أميركيا خلال الأيام الأخيرة من الإجلاء.