وجاء الطلب الأوكراني كرد فعل على توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وثيقة ضم مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية إلى بلاده.
وقال زيلينسكي: “نتخذ قرارا حاسما عبر توقيع ترشح أوكرانيا بهدف الانضمام العاجل إلى حلف شمال الأطلسي”، داعياً مجلس الأمن القومي الأوكراني إلى تعزيز التحالف الدولي لدعم أوكرانيا لمواجهة قرارات الضم الروسية.
وعلى الرغم من الدعم الأميركي والغربي الدائم لأوكرانيا، إلا أن مسألة انضمام كييف للناتو قُوبلت برد فعل مختلف، إذ قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تعتقد أن عملية انضمام أوكرانيا إلى الحلف العسكري “يجب أن تتم في وقت مختلف”.
وأضاف: “في الوقت الحالي، وجهة نظرنا هي أن أفضل طريقة بالنسبة لنا لدعم أوكرانيا هي من خلال الدعم العملي على الأرض، وأن عملية الانضمام للحلف في بروكسل يجب أن تتم في وقت مختلف”.
وعلى هذا النحو مضت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في التعليق بشكل منضبط على طلب أوكرانيا، قائلة إن برلين تحاول منع دول أخرى من الانجرار إلى الأزمة.
وأضافت: “نواصل دعم أوكرانيا حتى بالأسلحة الثقيلة، وضمان حقها في الدفاع عن النفس، لكننا نفعل كل ما هو ممكن حتى لا تنجذب دول أخرى وحلف شمال الأطلسي ككل إلى هذه الحرب”.
تفكير من الماضي
وفي فبراير 2019، أقرت أوكرانيا تعديلات دستورية، تؤكد التمسك بسياسة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، في ظل مخاوف من صراع مُحتمل حينها مع روسيا، لتعرب أواخر 2020، عن أملها في الانضمام إلى خطة العمل تمهيدا للدخول إلى الحلف العسكري.
وعلى الرغم من طالب زيلينسكي في أبريل 2021، بتسريع آلية انضمام بلاده إلى الناتو والاتحاد الأوروبي في ظل التهديدات الروسية، إلا أنه عاد بعد اندلاع الحرب لانتقاد الحلف الذي “يخشى مواجهة روسيا”.
وفي وقت سابق، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ إن الدول الأعضاء في الحلف تدعم “حق أوكرانيا في اختيار طريقها الخاص”، لكنه أكد أن أي قرار بشأن العضوية يجب أن يتخذه جميع أعضاء الحلف الثلاثين.
ليس الوقت المناسب
من جانبه، يعتقد مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنَّه من الضروري النظر في عضوية أوكرانيا في الناتو بشكل عاجل، بمجرد أن تصبح كييف جاهزة للمفاوضات حول نهاية الصراع الراهن.
وقال إن “عضوية الناتو هي الطريقة الوحيدة لمنع روسيا من تكرار ما فعلته مرة أخرى في سنوات مقبلة، إذ تخوض موسكو حربًا طويلة الأمد ضد سيادة أوكرانيا واستقلالها، والعضوية هي السبيل الوحيد لضمان هذه الأشياء”.
ومع ذلك، أوضح ألبيركي أنه “سيكون من الصعب للغاية منح العضوية خلال مرحلة القتال الفعلي للحرب، ولكن بمجرد بدء المفاوضات، يجب أن تكون العضوية على الطاولة”.
وبشأن مدى تدخل الناتو في الصراع الراهن بين روسيا وأوكرانيا حال قبول عضوية كييف، شدد المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، على أنه “من غير المحتمل أن تقبل العضوية خلال مرحلة القتال في الحرب، لكن يجب أن تأتي بعد ذلك”.
وهذا ما اتفق معه المحلل السياسي، أندرو بويفيلد الذي قال إن انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي هو إعلان حرب عالمية ثالثة ولن يقدم أحد على قبول ذلك، إذ سيتذرع الغرب بعدم استيفاء معايير الانضمام إلى عضوية الناتو والاكتفاء بالدعم العسكري.
مستقبل الصراع
وعن مستقبل الصراع الراهن، شدد ألبيركي على أنه “بدون تغيير كبير في سياسات روسيا، أو تحول غير متوقع نحو الأسوأ في ساحة المعركة، ستحاول روسيا تعزيز جبهة القتال واستقرارها، لكن مع تغير الطقس، سيتباطأ الصراع”.
ورجح أن تسعى روسيا بعد ذلك إلى إجراء مفاوضات لتحقيق مكاسبها ومنع عضوية أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي أو الناتو كجزء من تلك المفاوضات.