وتأتي العقوبات في مسعى من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى زيادة الضغط على طهران قبيل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا بشأن برنامجها النووي المقررة بشكلا غير نهائي في نوفمبر المقبل وسط مماطلة إيرانية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إن قوات الحرس الثوري الإيراني زودت حزب الله اللبناني وحركة حماس والحوثيين وإثيوبيا بطائرات مسيّرة استُخدمت لمهاجمة القوات الأميركية والملاحة الدولية في منطقة الخليج.

 

وطالت هذه العقوبات سعيد أغاجاني الذي يشرف على قيادة الطائرات المسيّرة والمدرج على قائمة سوداء أميركية أخرى، وكذلك عبد الله محرابي وهو مسؤول كبير آخر في الحرس الثوري الإيراني، وتم تجميد أصولهما في الولايات المتحدة وسيمنعان من الوصول إلى النظام المالي الأميركي.

ووفق البيان، فإن فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني “استخدم طائرات مسيّرة فتاكة، وساعد في انتشارها بين جماعات مدعومة من إيران”، بما فيها حزب الله اللبناني وحركة حماس والحوثيين “وكذلك في إثيوبيا حيث تتفاقم الأزمة وتهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها”.

وأضافت الخزانة الأميركية: “طائرات مسيّرة فتاكة استخدمت في هجمات استهدفت سفنا دولية وجنودا أميركيين”.

شبكة الجمال وتمويل الحوثي

وبين الحين والآخر، تفرض الولايات المتحدة عقوبات على إيران كان أحدثها في أغسطس بحق شخصيات وكيانات تهرب النفط لصالح إيران.

وفي يونيو الماضي، فرضت واشنطن عقوبات مرتبطة بإيران على أعضاء شبكة تساعد الحرس الثوري الإيراني والحوثيين باليمن.

وقالت وزارة الخزانة آنذاك إنّها فرضت عقوبات على كيانات وأشخاص بينهم سعيد الجمال الذي يُدير من إيران شبكةً لبيع النفط بطريقة غير مشروعة لتمويل الحوثيّين والحرس الثوري الإيراني.

 

وأشارت الوزارة إلى أنّ “هذه الشبكة التي يقودها الممولِ الحوثي سعيد الجمال الذي يتخذ إيران مقرّاً، تدرّ ملايين الدولارات من بيع المواد الأولية مثل النفط الإيراني”.

 

وأضافت أن “جزءاً كبيراً (من هذه العائدات) تتم إعادة توجيهها بعد ذلك عبر شبكة معقّدة من الوسطاء والمبادلات في دول عدّة، إلى الحوثيّين في اليمن”.

تعثر المفاوضات

ورغم وعود طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات النووية التي انطلقت في فيينا أبريل الماضي، وإجرائها تغييرات على فريقها المفاوض، بعد أن تم تشكيل حكومة إبراهيم رئيسي إلا أنها لازالت تماطل بشكل أغضب المجتمع الدولي.

وانتهكت إيران عدة مرات الاتفاق النووي كان أشدها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وتشترط التراجع عن الانتهاكات برفع كل العقوبات الأميركية.

 

وتوقفت المفاوضات النووية في 20 يونيو الماضي بطلب من إيران، فيما قال كبير المفاوضين الإيرانيين في أعقاب محادثات في بروكسل هذا الأسبوع، إن المفاوضات ستستأنف في فيينا بنهاية نوفمبر.

الدلالة والتوقيت

محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، قال إن العقوبات تأتي ردا من جانب واشنطن على الإصرار الإيراني على ألا تشمل مفاوضات فيينا المرتقبة في جولتها السابعة أية أمور غير نووية، في إشارة إلى برنامجي الصواريخ والمسيرات ودورها في الإقليم.

وأضاف أبو النور، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “يمكن القول إن واشنطن فطنت إلى رغبة إيران في تعزيز وجودها الإقليمي والدولي من خلال برنامجها لإنتاج الطائرات المسيرة وتصديرها تلك الطائرات، وهو برنامج يخضع بالكامل لإشراف قوات الجو ـ فضاء التابعة للحرس الثوري وكأنما أرادت توجيه إجراءات عقابية استباقية لإيران قبيل الجولة السابعة من مفاوضات فيينا”.

واعتبر أن العقوبات الأميركية خطوة رمزية ذات أثر وذات دلالة سياسية كبيرة من إدارة بايدن قبيل انطلاق المفاوضات، و”لا أتوقع أي رد فعل إيراني يتجاوز التصريحات الإعلامية”.

ما تأثيرها؟

الكاتب والمحلل السياسي اليمني، معين الصيادي، قال إن “أي عقوبات أميركية ضد الحرس الثوري الإيراني بشأن برنامج الطائرات المسيرة سيكون له آثار إيجابية في الحد من تهريبها لمليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن وحزب الله في لبنان لاعتماد هذين الجناحين المسلحين بدرجة كبيرة في عملياتهما العسكرية سواء من ناحية التسليح أو التدريب والإمداد بالخبراء الإيرانيين”.

وأضاف الصيادي، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية: “الجميع بات يدرك جيدا أن إيران هي من تمد الحوثيين بالطائرات المسيرة التي تطلقها على المدنيين والمنشآت والأعيان المدنية في اليمن أو السعودية علاوة على تهديد خطوط الملاحة الدولية بالمفخخات، كذلك الصواريخ الباليستية التي يتم تهريبها على هيئة قطع مفككة ومن ثم يتم تركيبها داخل البلاد عبر خبراء إيرانيين ومن حزب الله أيضا، ولذا بات ضروريا فرض عقوبات لإنهاء معاناة المدنيين من مسيرات الموت”.

واختتم حديثه قائلا: “أثبتت الكثير من التحقيقات العثور على أجزاء من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقها الحوثيون على أحياء سكنية في مأرب والحديدة والسعودية بأنها تحمل بصمة إيرانية.. وهذا يعني أن مزاعم مليشيا الحوثي بتصنيعها طائرات مسيرة وتطويرها صواريخ باليستية هي أكذوبة.. إيران هي من تدير الحرب للحوثيين عبر سفيرها في صنعاء حسن إيرلو الذي بات يظهر في جميع الفعاليات الحوثية علنا وبتحد سافر”.

skynewsarabia.com