ويعقد، في بروكسل، الاجتماع الاستثنائي الذي دعت باريس لعقده بغية احتواء الأزمة الأخيرة مع روما بمشاركة وزراء الداخلية الأوروبيين، الذين يساورهم القلق أيضًا من تعاظم أعداد القادمين من طريق غرب البلقان، في مسعى للجمع بين روما وباريس ووقف سيل المهاجرين إلى القارة العجوز.
ومؤخرا، تبادلت فرنسا وإيطاليا تصريحات حادّة، أعادت المخاوف حول وحدة دول الاتحاد الأوروبي والتضامن فيما بينها بشأن الهجرة، بينما يتواصل تعثر إصلاح عرضته المفوّضية الأوروبية على الأعضاء قبل عامين.
وعلى جدول الاجتماع الأوروبي الطارئ لوزراء داخلية التكتل أيضا، بحث موجات اللاجئين القادمين من أوكرانيا، وأزمة فرنسا وإيطاليا.
سبب الأزمة
- ازدادت حدة التوتر بين البلدين على خلفية رفض روما استقبال سفينة “أوشن فايكينغ” الإنسانية التابعة للمنظمة غير الحكومية “إس أو إس متوسط” والتي كان على متنها 234 مهاجرا، مما دفع فرنسا لإدانة هذا الموقف معتبرة إياه “غير مقبول”.
- مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني شكر فرنسا التي وافقت على حد قولها على استقبال السفينة في أحد موانئها.
- إيطاليا واجهت نفيا من باريس التي أدانت “السلوك غير المقبول” للنظراء الإيطاليين، واصفة إياه بـ”المخالف لقانون البحار ولروح التضامن الأوروبي”.
- المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران دعا روما إلى أن تقوم بدورها، وتحترم التزاماتها الأوروبية.
- سفن إنسانية عدة اضطرت لإجراء مفاوضات صعبة من أجل إنزال مهاجرين مع الحكومة الإيطالية الأكثر يمينية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تتبني موقفا صارما حيال المهاجرين.
أرقام المهاجرين تتصاعد
- إيطاليا تشهد هذا العام زيادة حادة في عدد الذين دخلوا أراضيها عن طريق البحر.
- بحسب وزارة الداخلية الإيطالية، فإن أكثر من 88 ألف شخص وصلوا إلى سواحلها منذ الأول من يناير مقابل نحو 56 ألفا و30 ألفا على التوالي خلال الفترة نفسها من 2021 و2020، أي عامي الأزمة الصحية.
- هناك أقل بقليل من 5.2 مليون مقيم أجنبي في إيطاليا اعتبارا من 1 يناير 2022.
- يمثل هذا الرقم حوالي 8.7 بالمئة من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 59 مليون نسمة، والرقم لا يشمل المقيمين الأجانب السابقين الذين حصلوا على الجنسية الإيطالية.
- بلغ إجمالي عدد المقيمين الأجانب بالإضافة إلى المقيمين الأجانب السابقين الذين أصبحوا مواطنين إيطاليين جدد في العقد الماضي ما يقرب من 6.8 مليون اعتبارا من يناير 2021، وفق مكتب الإحصاء الوطني الإيطالي.
- قدرت مؤسسة دراسات الهجرة “ISMU” في عام 2018 أن هناك أيضا حوالي 500 ألف شخص يعيشون في إيطاليا بشكل غير قانوني، أي ما يعادل 0.9 بالمئة من السكان، من بينهم طالبوا اللجوء الذين رُفضت طلباتهم والذين تجاوزوا مدة الإقامة.
- رغم أن الأرقام لم تصل إلى مستوى أزمة 2015 و2016، مع تدفق اللاجئين وقتها إلى أوروبا، إلا أن احتمال تدفّق موجة جديدة من المهاجرين مع فصل الشتاء القارس يبقى مقلقا، ويغذي مخاوف الأوروبيّين من التحاق أعداد كبيرة من الأوكرانيين بمن سبقوهم إلى الجنة الأوروبية.
مواقف إيطالية متشددة ضد المهاجرين
- تتبنى ميلوني سياسة متشددة تجاه الهجرة، ويقاسهما في ذلك شريكها في التحالف اليميني الثلاثي، ماتيو سالفيني رئيس حزب “رابطة الشمال” المتشدد.
- طالبت جورجيا مليوني، سابق، بفرض حصار من القوات البحرية على ساحل البحر المتوسط في أفريقيا لمنع المهاجرين من الوصول إلى بلادها.
- تعد واحدة من أكثر السياسيين الإيطاليين تشددا في مسألة الهجرة واللجوء وما يتصل بالأجانب، الأمر الذي يتوقع أن يكون له عواقب وخيمة على سياسة الهجرة في إيطاليا.
المحلل السياسي، ليون رادسيوسيني، يقول لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- موضوع الهجرة كان أحد الأسباب الرئيسية في تنامي المشاعر المناهضة للمشروع الأوروبي في إيطاليا
إيطاليا بقيادة ميلوني لن تتراجع عن سياستها خاصة أنها جزء رئيسي من حملتها الانتخابية، حيث كانت الرسائل من المرشحين إلى ناخبيهم التقليديين في الداخل عبر مناهضة المهاجرين. - المفوضية الأوروبية تكثف جهودها لاحتواء الخلاف بين باريس وروما ومنع تفاقمه تحت تأثير التداعيات الداخلية لهذه الأزمة، حيث إن رأب التصدعات وسد فجوة الخلافات ضروري في ظل الأزمات الدولية.