ويرتقب أن تصل خلال الأيام القليلة المقبلة رحلات أخرى إلى المغرب لإجلاء آلاف المواطنين من أوكرانيا، ومعظمهم من طلبة يدرسون في الجامعات الأوكرانية.
وتعد أوكرانيا وجهة دراسية مفضلة بالنسبة للطلبة المغاربة لدراسة تخصصات مختلفة، من أبرزها الطب والصيدلة والهندسة المعمارية.
ويمثل الطلبة المغاربة ثاني أكبر جالية أجنبية في الجامعات الأوكرانية بحوالي 10 آلاف طالب، حسب أرقام وزارة التعليم الأوكرانية.
وكانت سفارة المملكة في كييف، قد أوصت السبت، كافة المواطنين المغاربة بمغادرة أوكرانيا حرصا على سلامتهم، في ظل التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرنيا والتحذيرات الدولية من غزو روسي وشيك للبلاد.
وأمام تسارع الأحداث والوضع الأمني المقلق، وجد العديد من الطلبة المغاربة أنفسهم بين مطرقة العودة إلى أرض الوطن وسندان المصير الدراسي المجهول، بعد أن رفضت عدد من الجامعات الأوكرانية اعتماد نمط التعليم عن بعد.
تهديد بالطرد
ويعش الطلبة المغاربة في أوكرانيا وعائلاتهم في المغرب حالة من القلق إزاء الأزمة الحالية، مما يهدد مصيرهم في هذا البلد ويطرح أكثر من علامة استفهام بشأن مستقبلهم الدراسي.
ويقول أيمن هراندو، الطالب المغربي بأوكرانيا، إن مواطنيه يعيشون في دوامة من الخوف بعد أن أوصت المملكة رعاياها بمغادرة أوكرانيا والعودة إلى أرض الوطن حفاظا على سلامتهم.
ويضيف هراندو لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أكثر ما يخيف الطلبة هو أن يتم فصلهم عن الدراسة في الجامعات الأوكرانية في حال عودتهم إلى المغرب”.
ويتابع طالب الهندسة، وهو أيضا المشرف على صفحة “مغاربة أوكرانيا” على موقع “فيسبوك”، أن بعض الجامعات قررت تبني نظام الدراسة عن بعد من دون تقديم أي ضمانات أو وثائق رسمية تضمن للطلاب عدم فصلهم عن الدراسة في حالة مغادرتهم أوكرانيا.
ويلفت هراندو، إلى أن برمجة رحلات جوية مباشرة بين كييف والدار البيضاء أو طنجة، ساهم في تخفيف الضغط النفسي على الطلبة، الذي تسبب فيه الارتفاع الصاروخي في أسعار تذاكر الطيران خلال الأيام الماضية تزامنا مع التصعيد في المنطقة.
في انتظار استقرار الأوضاع
ودفع الوضع الغامض في البلاد وارتفاع أسعار تذاكر الطيران، عددا من الطلبة المغاربة إلى السفر نحو وجهات قريبة، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع خلال الأيام المقبلة.
وتقول صفاء البركي، وهي طالبة مغربية بأوكرانيا، إن عدد من الطلبة المغاربة ما زالوا في حيرة من أمرهم وغير قادرين على اتخاذ قرار مناسب يحفظ سلامتهم وتحصيلهم العلمي في الآن ذاته، في ظل تأخر قرار رسمي صادر عن الجامعات التي يدرسون فيها يسمح لهم بالعودة إلى المغرب من دون عواقب.
وتضيف الطالبة التي تتابع دراستها في جامعة “دنيبرو” الطبية لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن ارتفاع أسعار تذاكر الرحلات الجوية وتخوف الطلبة من فصلهم عن الدراسة، حالا دون عودة عدد كبير منهم إلى المغرب.
وأكدت أنها قررت رفقة زملاء لها أن تغادر أوكرانيا صوب تركيا، في انتظار أن يستقر الوضع وتتضح الأمور.
وتلفت الشابة المغربية إلى أن “الحياة تسير بشكل طبيعي في أوكرنيا، ولم يتم تسجيل إنزال عسكري وسط مدينة دنيبرو” التي تعيش فيها، أو “أي نقص في التزود بالمواد الغذائية الأساسية”.
ومن جهة أخرى، يؤكد هراندو أن الوضع المعيشي والأمني في أوكرانيا ما يزال مستقرا ولا يدعو إلى القلق حتى الآن، باستثناء هبوط في العملة الأوكرانية “الهريفنا” مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية هذا الأسبوع.
وثمن هراندو المجهودات التي تبدلها السفارة المغربية في كييف من أجل التواصل مع المواطنين المغاربة، والإجابة عن استفسارات الطلبة الموزعين على عدد من جامعات أوكرانيا.
تسهيل العودة إلى المغرب
ووضعت السفارة المغربية في كييف أرقام هواتف، من أجل تسهيل تواصل المواطنين معها والإجابة على تساؤلاتهم.
وطالبت الكتل البرلمانية في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، بحضور وزير الخارجية ناصر بوريطة، بمناقشة أوضاع الجالية المغربية في أوكرانيا.
وكانت فاطمة التامني النائبة عن تحالف فدرالية اليسار، قد وجهت سؤالا كتابيا إلى وزير الخارجية، للاستفسار حول الإجراءات المتخذة لإجلاء المغاربة من أوكرانيا.
وموازاة مع إصدار السلطات المغربية بيانا رسميا يوصي بعودة مغاربة أوكرانيا، تشدد النائبة على ضرورة اتخاذ إجراءات وتدابير ناجعة لتسهيل مغادرتهم للبلد الأوروبي.
وتؤكد التامني في لموقع “سكاي نيوز عربية” ضرورة مراعاة الظروف الاستثنائية التي يجتازها المغاربة في أوكرانيا، عبر تبسيط إجراءات العودة، في ظل الشروط الصحية التي تفرضها المملكة لمنع انتشار فيروس كورونا.
وتضيف المتحدثة، أن على السلطات المغربية تنسيق الجهود مع نظيرتها الأوكرانية بغية تمكين الطلبة المغاربة العائدين إلى المملكة من متابعة دراستهم، من دون أي يترتب عن ذلك قرار قد يحول دون حصولهم على شهاداتهم لاحقا.