وقال يفغيني بريغوجين رئيس فاغنر إن رجاله يعانون من نقص الذخيرة وإنه يتوقع من الجيش أن يحل محل قواته في باخموت يوم الأربعاء المقبل، معرضا للخطر الهدف الذي طالما أولته روسيا أهمية كبيرة في محاولة تقسيم جارتها.
وأفاد بريغوجين في مقطع فيديو مصحوب بإعلان انسحاب مكتوب “لن يعاني رجالي من خسائر بلا جدوى وغير مبررة من دون ذخيرة”، موجها الإعلان إلى رئيس هيئة الأركان العامة الروسية ووزارة الدفاع والرئيس فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلى.
وورد في الإعلان أن “البيروقراطيين” عرقلوا الإمدادات على الرغم من معرفة أن التوقيت المستهدف من فاغنر للاستيلاء على المدينة هو التاسع من مايو حينما تحتفل موسكو بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية.
وأضاف بريغوجين في المقطع “إن كنتم، بسبب غيرتكم التافهة، لا تريدون منح الشعب الروسي نصر الاستيلاء على باخموت، فتلك مشكلتكم”.
وأفادت وكالة الإعلام الروسية الحكومية في وقت لاحق بأن سيرغي شويغو وزير الدفاع الروسي أصدر توجيهات لأحد نائبيه لضمان حيازة القوات لجميع الأسلحة التي تحتاج إليها.
وكانت معركة باخموت، التي تراها روسيا على أنها نقطة انطلاق إلى مدن أخرى ما زالت خارج سيطرتها في منطقة دونباس الصناعية، هي المعركة الأشرس في الصراع، وخسر فيها كلا الجانبين آلاف الأرواح في حرب طاحنة على مدى أشهر.
وتراجعت القوات الأوكرانية في الأسابيع الماضية، لكنها صامدة في المدينة لتكبيد الروس أكبر قدر ممكن من الخسائر قبل هجوم كييف المضاد الضخم المزمع على القوات الغازية بطول خط المواجهة الممتد لألف كيلومتر.
وورد في بيان بريغوجين الرسمي حول الانسحاب “بسبب قلة الذخيرة، تتزايد خسائرنا بشكل متسارع كل يوم”.
وتابع البيان “في العاشر من مايو 2023 سنكون مجبرين على نقل مواقعنا في منطقة باخموت إلى وحدات وزارة الدفاع وسحب من تبقوا من فاغنر إلى معسكرات لوجستية لاستعادة قوتنا”.
خدعة أم حقيقة؟
لم يتضح إذا ما كان بريغوجين، وهو الذي كثيرا ما يدلي بتعليقات يصفها مراقبون بأنها “متهورة”، سيمضي قدما في الانسحاب إذا لم يحصل رجاله على الذخيرة الإضافية أم أن خلافه مع القيادة الروسية خدعة.
وقالت مسؤولة أوكرانية كبيرة الجمعة إن روسيا تنقل مقاتلي فاغنر من خط المواجهة إلى باخموت للاستيلاء على المدينة بحلول يوم النصر في التاسع من مايو.
وأوضحت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني على التلفزيون الأوكراني “نراهم الآن يسحبون (المقاتلين) من خط الهجوم بأكمله الذي توجد به قوات فاغنر، ويسحبون (المقاتلين) باتجاه باخموت”.