وتم اختيار هذه المراكز الطبية من قبل الوكالة الوطنية للأدوية وسلامة المنتجات الصحية، في إطار شراكة تنسيق مع الجمعيات العلمية ذات الصلة.
وتهدف تجربة الاستخدام الطبي للقنب في مقام أول إلى تقييم فاعلية هذه المنظومة العلاجية وجعلها متاحة للمرضى، سواء عبر الوصفات الطبية من قبل الأطباء أوعن طريق الصيادلة مع تحديد طرق متابعة المرضى.
أما الهدف الثاني فيتمثل في جمع البيانات الأولى حول فعالية وسلامة استخدام القنب الهندي في بيئة طبية وتحديد ما إذا كان تعميمها أمرا ممكنا.
من هم المرضى المعنيون بالعلاج؟
ويقول مسؤول التواصل في الوكالة الوطنية للأدوية وسلامة المنتجات الصحية، أود رودريغيز، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” إن هذه التجربة التي ستشمل 3000 مريض على مدار عامين، تمس أساسا مرضى بعض أشكال الصرع الحاد والمقاوم للأدوية، وأولئك الذين يعانون من تشنجات بسبب أمراض الجهاز العصبي المركزي مثل التصلب المتعدد، بالإضافة إلى آلام الأعصاب المزمن وأخيراً مرضى السرطان المتألمون من أعراضه أو آثار طرق علاجه كالعلاج الكيميائي.
في المقابل، حتى وإن تم تشخيص المريض بإحدى هذه الأمراض، لا يسمح باللجوء إلى العلاج بالقنب الطبي عند الحوامل والمرضعات والنساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل التي تفقد فعاليتها عبر هذا النوع من العلاج.
كما يمنع على من كان يعاني في ماضيه من حالة الذهانية أو الفشل الكلوي أو الكبدي أو مرض القلب.
وفي حال تم قبول المريض في التجربة يجب عليه ألا يوقف العلاج بشكل مفاجئ ومن تلقاء نفس في أي حال من الأحوال، ولكن يجب اللجوء إلى الطبيب المتابع للحالة وبناءً على نصيحته، يمكن أن يقرر الاستمرار أو التوقف عن المشاركة في التجربة.
طرق استعمال القنب الهندي في العلاج الطبي
“بالنظر إلى المخاطر الصحية، استبعدت الوكالة الوطنية للأدوية وسلامة المنتجات الصحية رسميًا طريقة التدخين للاستفادة من القنب الهندي كدواء معالج” يؤكد مسؤول التواصل بالوكالة.
ويشرح أن أشكال الأدوية المتاحة كجزء من التجربة قد توصف من قبل الأطباء الموجودين في 215 مركز على شكل زيت يشرب أو زهور مجففة يتم استنشاقها عبر التبخير تأتي في شكل منتجات نهائية لا تتطلب تحضيرًا أو معالجة من طرف المستعمل.
من هم موردو نبتة القنب الهندي العلاجي؟
تم الحصول على الأدوية المستخدمة أثناء التجربة من عدد محدود من الموردين الذين يصنعون القنب الطبي في البلدان التي يُصرح فيها بذلك. كجزء من شراكة، انضم كل مورد إلى مؤسسة صيدلانية معتمدة في فرنسا تقوم بإنتاج الدواء وفق المعايير المتفق عليها.
ويتابع في هذا الشأن مسؤول التواصل “تجدر الإشارة إلى أنه حتى أثناء تجارب استخدام القنب للأغراض الطبية، تطبق المادة 5132-86 من قانون الأحوال المدنية التي تحافظ على مبدأ حظر زراعة القنب بما في ذلك للأغراض العلاجية، لكن قد يسمح التغيير التنظيمي بهذه الزراعة مستقبلا”.
ويختم رودريغيز حديثه مشددا على أنه و”كما هو الحال مع جميع العقاقير المخدرة، سيتم الحصول على دواء القنب الهندي بوصفة طبية يجب تجديدها كل 28 يومًا على الأكثر”.
ونشير إلى أن الاستخدام الطبي للقنب الهندي في فرنسا سبقتها إليه العديد من البلدان في أوروبا وحول العالم من بينها هولندا وألمانيا والمملكة المتحدة والبرتغال وكندا وشيلي وكولومبيا وغيرها.