وللسنة الخامسة على التوالي، تصدر المواطنون الأفغان طلبات اللجوء فيما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تدفق طلبات اللجوء من روسيا أكبر مما كان عليه في الماضي.
وعلى مدار عام 2022 بأكمله، تم قبول حوالي 56276 ألف طلب لجوء إضافي في فرنسا بحسب الوكالة التي تؤكد أن المستوى عاد عمليًا إلى مستوى الطلب الذي تم تلقيه في عام 2019، قبل جائحة كوفيد-19.ليقفز عدد اللاجئين الذين تستضيفهم البلاد إلى 547102.
وبحسب تصريح رئيس معهد التقارب للهجرة والخبير في ملفات الهجرة، فرانسوا هيران، لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن “نصف مليون لاجئ ليس بالعدد الكبير”.
ويوضح، “بالفعل هناك تطور، لكن يجب مقارنة طلبات اللجوء مع عدد ساكنة كل بلد. وباتباع هذه القاعدة، سيتضح- حسب أرقام معهد الإحصاء الأوروبي “أوروستات”- أن الدولة التي استقبلت أكبر عدد من الطلبات هي النمسا بنسبة 119 طلب لجوء لكل 10 آلاف نسمة يليها من بعيد اليونان، بلجيكا، سويسرا، ألمانيا بنسب تتراوح بين 26 و28 طلب لكل 10 ألاف نسمة وبعدها إسبانيا ثم فرنسا بنسبة 21 طلب”.
أما فيما يخص نسبة قبول الطلبات خلال العشر سنوات الأخيرة، يقول هيران “إن السويد تتفوق بتقديم 288 حماية لكل 10 آلاف نسمة تليها ألمانيا بـ180 ثم السويس والنرويج وبلجيكا وفرنسا بـ52 رد إيجابي لكل 10 الأف نسمة. وهذا يعني أن الخطابات السياسية خاطئة جدا، فأرقام فرنسا تمثل ثلث أرقام ألمانيا فقط”.
تزايد طلبات اللجوء من الأفغان
وللسنة الخامسة على التوالي، تصدر المواطنون الأفغان طلبات اللجوء في فرنسا، حيث تم تقديم 17 ألف طلب بزيادة تقدر بـ37 في المائة.
وحسب تفاصيل التقرير، يعزى هذا الارتفاع إلى “استيلاء طالبان على السلطة في صيف عام 2021 ، وتدهور الاقتصاد الأفغاني، إذ تعيش الغالبية العظمى من السكان الأفغان الآن تحت خط الفقر العالمي ويعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
ويأتي بعد ذلك لاجئون من بنغلاديش (8611 طلبًا) وتركيا (8463 طلبًا) وجورجيا (8099 طلبًا) والكونغو (5940 طلبًا). فيما تمثل إفريقيا 36٪ من طلبات اللجوء، متقدمة على آسيا (30٪) وأوروبا (28٪).
ووفقا للخبير في ملف الهجرة، “تبقى ألمانيا هي أكثر دولة تقبل تقديم الحماية للأفغان والعراقيين والسوريين في منطقة شنغن، إذ تحمي حوالي 48 في المئة من مجموع هذه الجنسيات في أوروبا”.
تداعيات الحرب الأوكرانية-الروسية
ويعتبر التقرير أن هذه الأرقام كان من الممكن أن تتفاقم مع اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، والتي تسببت في أكبر هجرة جماعية للاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. لكن الأوكرانيين استفادوا من نظام “الحماية المؤقتة” المحدد وغير المسبوق الذي أعفى الأوكرانيين النازحين في فرنسا (حوالي 100.000 شخص) من تقديم طلب اللجوء، مع الاستفادة من حق الإقامة ومجموعة من المساعدات الاجتماعية.
إلا أن الصراع الروسي- الأوكراني كان له “تداعيات” أخرى، إذ ولد تدفقًا أكبر لطلبات اللجوء من روسيا أكثر مما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة. فقد تقدم ما لا يقل عن 2617 روسيًا بطلبات لجوء في عام 2022، بزيادة قدرها 75٪ في عام واحد.
ويشير مكتب حماية اللاجئين الأوروبي إلى “تغيير في الأسباب التي تذرع بها هؤلاء اللاجئون الروس بعد بدء الصراع في أوكرانيا”.
وأوضح أنهم “يشاركونهم مخاوفهم الآن بسبب آرائهم السياسية المعارضة للحرب وكذلك رفضهم التجنيد أو التعبئة في القوات المسلحة الروسية”.
أوقات اتخاذ القرار أقصر
وفي الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على مشروع قانون جديد للهجرة – أحد أهدافه الرئيسية هو تقليل أوقات معالجة طلبات اللجوء من أجل ترحيل أولئك الذين تم رفضهم بسرعة أكبر – بشير المكتب إلى أن أوقات اتخاذ القرار قد تقلصت إلى النصف تقريبًا في عام واحد.