ولمدينة ماريوبول، البالغ سكانها نحو 410 آلاف نسمة، أهمية استراتيجية بالنسبة لروسيا لأنها تسمح لها بالربط بين قواتها في شبه جزيرة القرم وتلك الموجودة في المناطق الانفصالية في إقليم دونباس.

كما تعد خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء هجومها، وسيمثل التخلي عنها انتكاسة كبيرة لموسكو.

وتلك التطورات تأتي بعد أن أمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الأربعاء، قواته بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو، في مواجهة هجمات أوكرانية قرب مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، فيما يمثل تراجعا كبيرا ونقطة تحول محتملة في الحرب.

وفي أول تعليق أميركي، قال الرئيس جو بايدن إن الانسحاب يُظهر أن الجيش الروسي يعاني “مشاكل حقيقية” في الحرب.

تخطيط أميركي

وحول الانسحاب من خيرسون وما يمثله للجيش الروسي، يقول الخبير الاستراتيجي والجنرال السابق في الجيش الأسترالي ميك ريان:

  • الانسحاب هو مهمة تستخدم بانتظام أثناء الدفاع المتأخر لتحقيق الهدف العام المتمثل في استئناف العمل الهجومي.
  • يجب التعامل معه على أنه تكتيك روتيني وليس نذير كارثة لروسيا.
  • موجود في عقيدة الجيش الأميركي.
  • تم تصميمه للسماح لقوة عسكرية بفك الاشتباك مع العدو وإعادة الانتشار في مهمة جديدة أو الانتشار لموقع جديد.
  • أهميته تكمن في محاولة تقليل الخسائر إلى الحد الأدنى.

كيف تجري روسيا انسحابا آمنا؟

ويفسر ريان أسباب لجوء الروس للانسحاب إلى محاولة خداع الأوكرانيين، لكن ذلك يتطلب وفق قوله:

  • تكثيف الدوريات.
  • زيادة الدعم الناري ومحاكاة الأنشطة العادية وانضباط الاتصالات
  • من الصعب إبقاءه سريا طوال الوقت.

وتابع الخبير الاستراتيجي: “بالنسبة للروس فالانسحاب في الضفة الغربية لنهر دنيبرو، سيكون أمرا صعبًا ولكنه ليس مستحيلًا”، مستدركا: “لإجراء الروس انسحاب آمن يتوجب عليهم زيادة الدفاع الجوي وعمليات التشويش ونيران المدفعية وتواجد دعم جوي أكبر، لتعطيل قدرات الأوكرانيين من التدخل في الانسحاب”.

وقال ريان: “سيحرص الأوكرانيون على تدمير أو الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من القوة الروسية على ضفة دنيبرو، وسيكون له تأثيرًا استراتيجيًا كبيرًا على نجاح أي هجوم أو استئناف العمليات الهجومية الروسية في المستقبل.

تكتيك “أنياب التنين”

وفيما يخص معركة ماريوبول بجنوب أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن روسيا تجهز خطوطاً محصنة جديدة في عمق الأراضي التي تسيطر عليها “لمنع أي تقدم أوكراني سريع في حال التطورات”.

ويشمل هذا تركيب حواجز خرسانية تعرف باسم “أنياب التنين” لوقف الدبابات في مناطق من بينها تلك القريبة من ماريوبول في الجنوب للمساعدة في حماية “الجسر البري” الروسي المؤدي إلى شبه جزيرة القرم حتى في حال خسارة موسكو أراضي أخرى أو حدوث اختراقات لجبهاتها العسكرية.

وبحسب تقرير المخابرات البريطانية فإن “أنياب التنين” هي:

  • هياكل دفاعية خرسانية هرمية مضادة للدبابات.
  • من المحتمل تركيبها بين ماريوبول ونيكولسكي ومن ماريوبول الشمالية إلى قرية ستاري كريم.
  • تم إرسالها لتجهيز التحصينات الدفاعية في زابوريجيا وخيرسون.
  • روسيا تحصن خطوطها في جميع أنحاء مناطق التي تسيطر عليها منذ 19 أكتوبر الماضي.
  • يتم بناء تلك الحوائط في منطقة لوغانسك أوبلاست أيضا.

أما “معهد دراسات الحرب” فيقول إن القوات الروسية واصلت الاستعدادات الدفاعية في خيرسون، كما تجري دفاعًا نشطًا وتحاول الاحتفاظ بالمواقع التي سيطرت عليها في جميع أنحاء الإقليم.

كما تُكشف اللقطات والصور المحددة جغرافياً، الاثنين، وجود هياكل دفاعية خرسانية روسية في هولا بريستان، على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب مدينة خيرسون على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، وفق المعهد الأميركي.

توقعات ما بعد الانسحاب

من جانبه يتوقع الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، أن تشهد المعارك خلال الأيام المقبلة عقب الانسحاب الآتي:

  • تعرض القوات البرية الروسية للهجمات الجوية الأوكرانية والمدفعية في الوقت نفسه.
  • تدخل قوي لوحدات الدفاعات الجوية من الجانبين مما سيتطلب تحييدها من طيران الدولتين.
  • الطائرات بدون طيار الانتحارية وصواريخ الكروز ستلعب دورا كبيرا من الجانب الروسي في مناطق مختلف لتشتيت القوات الأوكرانية عن الانسحاب التكتيكي.

skynewsarabia.com