يقول الستيني روبيرتو بيريز : “لم أكن متحمساً عام 2016 للتصويت لدونالد ترامب ولم أدلي بصوتي وقتها، اليوم أشعر أن كل صوت مهم من أجل أن لا يحول الحزب الديمقراطي أميركا إلى بلد شيوعي”.
هذه المنطقة بها أعلى النسب المئوية للأميركيين الكوبيين من أي منطقة أخرى، ويراهن الحزب الجمهوري عليها ، إذ أن كتلة التصويت هنا يمكن أن تغير نتيجة الانتخابات الرئاسية برمتها فيما يشارف التصويت المبكر على الانتهاء مع نهاية الأسبوع.
وفقًا لاستطلاع للرأي أجرته جامعة فلوريدا الدولية هذا الشهر ، فإن سياسات ترامب، تحظى بشعبية لدى الأميركيين الكوبيين وحتى الشباب منهم. حيث وافق غالبية الكوبيين الأميركيين في مقاطعة ميامي ديد على السياسة الاقتصادية لترامب .
باتريسيا دياز البالغة من العمر 30 عامًا قالت لـ”سكاي نيوز عربية”: “إنها المرة الأولى التي أصوت فيها، صوتي سيكون لترامب. عائلتي جاءت من كوبا قبل سنوات وجدي ووالدي كانا في المعتقل هناك.. أبي جاء بشكل قانوني هنا ونحن ندين لأميركا بالكثير”.
تضيف دياز :”الرئيس ترامب ليس ضد الهجرة، لكنه مع تنظيمها، البعض هنا جاءوا الى البلاد بشكل غير قانوني ويريدون تغير نظامها الآن وطمس تاريخها الذي جعل منها بلاد عظيمة ” .
بحثنا عن مناصري الحزب الديمقراطي هنا، لم نجد إلا قلة من موظفي الحملة الانتخابية يلبسون قمصان كتب عليها بايدن هاريس كاميليا سيرجي، تعمل لصالح حملة جو بايدن تقول : “أنا كوبية وضد ترامب، والدتي ماتت بسبب كورونا، وهو السبب الرئيسي لتفشي الفيروس بعد أن فتح البلاد واستخف بالفيروس”.
الديمقراطيون هنا متأكدون من التفوق على الجمهوريين مع اقتراع أعداد كبيرة منهم بالبريد.
في شارع سسترنك، الشارع الذي زاره بايدن قبل أيام خلال الاحتفال الذي أقامه في مقاطعة براورد، يقطن أكبر عدد من الأميركيين من أصول إفريقية. بدا المشهد مختلف في مركز الاقتراع داخل المكتبة الأميركية الإفريقية للبحوث، الحركة خفيفة جداً، لا مكان لحملة ترامب هنا، فقط شعارات حملة بايدن موزعة في كل زاوية من المكان .
يقول مايكل بروك وهو أحد المشرفين على حملة بايدن : “الكثير من الناس اقترعوا بالبريد لذا الحركة خفيفة “. وعند سؤالنا لما لا يتواجد من يشجع ترامب هنا قال :” ترامب عنصري وكل ما جرى من أحداث هذا العام منذ قبل مقتل جورج فلويد كان بسببه. السود الذين يشجعونه هم أضحوكة”.
بروك أعرب عن تخوفه من أن لا تحتسب كل الأصوات التي سلمت بالبريد بعد أن عرض نائب الولاية الديمقراطي كيون ماكغي مقطع فيديو قصيرًا غير مؤرخ يزعم أنه يظهر بريدًا مكدسًا في مكتب بريد برينستون في ميامي مع جملة تقول :” لقطات خام لغرفة مكتب البريد هنا في ميامي ديد. حيث بطاقات الاقتراع مكدسة في صناديق على الأرض. والبريد جالسًا منذ أكثر من أسبوع”.
في حين أن الديمقراطيين امتلكوا لعبة التصويت بالبريد، فقد تفوق الجمهوريون عليهم في التصويت المبكر. لكن هؤلاء متخوفون أيضاً لجهة قلة المراقبين في مراكز الاقتراع .
يقول إليكس هاليرين، وهو جمهوري من المشرفين على حملة دونالد ترامب في كورال غايبلز ، إنه سجل ليكون مراقبًا جمهوريًا لاستطلاعات الرأي لأول مرة. وذلك تجاوباً مع الدعوة التي اطلقها ترامب عبر تويتر “أنا أؤمن حقًا بالعملية الانتخابية ، وأعتقد أن كل شيء يجب أن يكون عادلاً”. “أنا موجود هنا لأتأكد من أن كل شيء يجري على ما يرام ، وأنه لا يوجد أحد يغش أو يفعل أي شيء لا ضمير له”.
تظهر قوائم الناخبين المعتمدة التي تم إصدارها حديثًا والذين سيسمح لهم بالداخل لمراقبة التصويت وتحدي أي غش أن الديمقراطيين قد حشدوا أعدادًا غير مسبوقة من مراقبي الاقتراع ليوم الانتخابات. والجمهوريون ليس لديهم ما يكفي من المراقبين لتغطية كل مركز اقتراع.
في مقاطعتي بروارد وميامي ديد، تم اعتماد أكثر من 2000 ديمقراطي أو مؤيدي بايدن، و 629 جمهوريًا أو مؤيدي ترامب كمراقبين.
من بين ما يقرب من 6 ملايين عملية تصويت عن طريق البريد، أعيد 4.4 مليون إلى مكاتب الانتخابات المحلية، أي أنه لا يزال هناك حوالي 1.6 مليون لم يرسلوا تصويتهم إلى مراكز الاقتراع، لكن لا يزال بإمكانهم إسقاط بطاقة التصويت في المركز أو إلغاءها والاقتراع الشخصي يوم الانتخاب .
وشارف التصويت الشخصي المبكر على الانتهاء أيضاً بعد أن تخطى عتبة الثمانية ملايين مقترع، وبهذا ترتفع نسبة المقترعين في فلوريدا في هذه الانتخابات إلى 118بالمئة عن ما كانت عليه في انتخابات 2016.
أكثر من 14 مليون ناخب مسجل في فلوريدا ذات الـ67 مقاطعة ، 11 بالمئة منهم في مقاطعة ميامي ديد ، و9 بالمئة في مقاطعة براورد، من هنا فالثقل الانتخابي للمقاطعتين الواقعتين في جنوب ولاية الشمس قد يحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية برمتها . الأمر الذي دفع الرئيس السابق باراك أوباما للإعلان عن توجهه لجنوب فلوريدا قبل يوم واحد من انتهاء العملية الانتخابية .