وإثر ذلك، أعلنت مقاطعة كولومبيا البريطانية غرب كندا، حالة الطوارئ وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى والمصابين من جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية، التي اجتاحت أجزاء واسعة من المقاطعة.
وأكدت السلطات الكندية وفاة أحد السكان بعد أن دمرت السيول الطرق في المقاطعة وعزلت عدة مدن وبلدات.
وقال رئيس وزراء المقاطعة جون هورغان: “نتوقع تأكيد المزيد من الوفيات في الأيام المقبلة، سنفرض قيودا على السفر والتأكد من وصول السلع الأساسية والخدمات الطبية وخدمات الطوارئ إلى المناطق التي تحتاجها”.
فيما أعلنت الحكومة الفيدرالية الكندية، عن إرسال دعم جوي من القوات الكندية ونشر الجيش هناك، للمساعدة في جهود الإجلاء والإخلاء، ودعم قنوات الإمدادات والإغاثة، وحماية السكان من الفيضانات وانزلاقات التربة في المقاطعة المنكوبة.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات من أن تكون هذه الكارثة الطبيعية واحدة من أكبر وأسوأ الكوارث في تاريخ كندا، حيث تم إجلاء السكان في العديد من المناطق لمراكز إيواء، وإخلائهم بالمروحيات، وإخلاء بعض المدن جزئيا، كما هو الحال مع مدينة أبوتسفورد، فضلا عن تأثر خطوط نقل السكك الحديدية والطرق البرية الواصلة بين مدن المقاطعة، مع فيضان بعض الأنهر.
وللتعليق على استفحال الكوارث الناجمة، عن التحولات البيئية الخطيرة التي تعصف بالعالم، يقول الخبير المناخي دارا حسن، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”: “ما تشهده كندا حاليا من فيضانات مدمرة، هو بطبيعة الحال ناجم عن تفافم ظواهر تحولات الطقس القاسية، حيث من غير المعقول كل هذا الانهمار الكثيف والسريع بهذه السرعة للمطر خلال سويعات، والذي سبب انخفاسات خطيرة في التربة وفيضانات مدمرة”.
ويضيف: “نتذكر ما حدث قبل أشهر في ألمانيا مثلا، من فيضانات مدمرة مماثلة، ونتذكر حرائق الغابات في تركيا وإيطاليا وإسبانيا، فالظواهر المرتبطة بالاحتباس الحراري وتغيرات المناخ، من فيضانات وحرائق وعواصف، هي عابرة للقارات، ولا تحدها حدود، بفعل الإخلال بالتوازن البيئي والطبيعي، من خلال انبعاث الغازات الدفيئة، وتلويث الهواء وهدر الموارد واستنزافها بلا رحمة، وتهميش اعتبارات سلامة البيئة وحمايتها، وإعطاء الأولوية المطلقة للاعتبارات والمصالح الاقتصادية والصناعية والربحية”.
وبحسب الخبراء البيئيين في كندا، فقد لعبت عدة عوامل أدوارها في تزخيم النهر الجوي، الذي ضرب غرب كندا، كالآثار التي خلفتها حرائق الغابات، وذوبان الثلوج على الجبال التي لم تكن كثيفة بما يكفي لتحمل المطر، وزيادة سرعة الرياح.
والأنهار الجوية هي عبارة عن ممرات طويلة وضيقة في الغلاف الجوي لنقل بخار الماء المكثف، وهي تتواجد في طبقة التروبوسفير، حيث تضاهي كمية المياه المتدفقة عبرها أكبر أنهار العالم الجارية على الأرض.