ويتحضّر إقليم السند في جنوب باكستان لفيضانات جديدة مع خروج الأنهار من مجاريها، ويغذّي نهر السند الذي يعبر في ثاني المناطق الأكثر تعدادًا للسكان في البلد، عشرات المجاري المائية الجبلية شمالًا والتي فاض الكثير منها إثر تساقط أمطار قياسية وذوبان الأنهار الجليدية.

واعتبرت باكستان أن التغير المناخي وراء الأمطار المدمرة وغير المسبوقة وأنها تتأثر بشكل “غير عادل” بتداعيات الممارسات غير المسؤولة بيئيًّا في العالم.

وموسم الأمطار الموسمية الذي يستمر عادة من يونيو حتى سبتمبر، ضروري لري المحاصيل وملء البحيرات والسدود في كل أنحاء شبه الجزيرة الهندية، لكنه يحمل معه كل عام موجة من الدمار تتفاقم سنويًّا في ظل التغيرات المناخية الهائلة.

 ما هي الآثار الناتجة عن الفيضانات في باكستان؟

  • 1061 قتيلًا.
  • 33 مليون نسمة عدد المتضررين (15% من السكان).
  • تدمير 670 ألفًا و328 منزلًا و122 متجرًا.
  • تدمير أكثر من 3400 كم من الطرقات وجرف 149 جسرًا.
  • إتلاف أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
  • نزوح أكثر من 3.1 مليون شخص.
  • فيضانات هذا العام يمكن مقارنتها بفيضانات عام 2010 التي تعد الأسوأ على الإطلاق.

 مساعدات عاجلة:

  • أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى باكستان تشمل تقديم جميع الخدمات الإغاثية الإنسانية إلى النازحين وثلاثة آلاف طن من الإمدادات الغذائية، فضلًا عن أطنان من المستلزمات الطبية والدوائية وخيم لإيواء المتضررين.
  • الأمم المتحدة تخصص 3 ملايين دولار لوكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة وشركائها في باكستان للاستجابة للفيضانات.
  • السعودية تعرب عن تضامنها مع باكستان، والعاهل السعودي الملك سلمان يوجه باستثمار مبلغ مليار دولار تأكيدًا على موقف المملكة الداعم لاقتصاد باكستان.
  • أعلنت بريطانيا تقديم ما يصل إلى 1.5 مليون جنيه إسترليني لجهود الإغاثة.
  • الشركات الصينية في باكستان تبرعت بمبلغ 15 مليون روبية للإغاثة من الفيضانات.
  • أميركا أعلنت تضامنها وقدمت مزيدًا من المساعدة لضحايا الفيضانات.
  • الاتحاد الدولي للصليب الأحمر يخصص نحو 500 ألف دولار من أموال الطوارئ الخاصة به للأزمة.

 ماذا يحدث؟

وللإجابة عن السؤال، قال الأكاديمي الباكستاني، فضل تقي الدين، إن منطقة جنوب آسيا عانت من أحداث مناخية قاسية في الأشهر الأخيرة، مع موجات الحر التي تلتها أمطار غزيرة قتلت آلاف الأشخاص في جميع أنحاء الهند وبنغلاديش وأفغانستان والآن باكستان.

“موسم هذا العام كان وحشيًّا”، هكذا وصف تقي الدين لـ”سكاي نيوز عربية” ما تشهده باكستان، مؤكدًا أنه في عصر الاحتباس الحراري، أصبحت الأحداث المناخية المتطرفة هي القاعدة، وليس الاستثناء، في جميع أنحاء المنطقة، وأن المدن الباكستانية الرئيسية لا تزال غير مجهزة بشكل مؤسف للتعامل معها.

 كوارث مناخية

ولطالما صنفت باكستان بين أكثر البلدان عرضة للتأثر بالمناخ في العالم، وفقًا لـمؤشر مخاطر المناخ العالمي، الذي يتتبع الخسائر البشرية والاقتصادية المدمرة لظواهر الطقس المتطرفة.

وتشير التقديرات إلى أن البلاد فقدت ما يقرب من 10000 شخص في الكوارث المتعلقة بالمناخ وتكبدت خسائر بنحو 4 مليارات دولار بين عامي 1998 و2018.

وحسب تقي الدين فإن “ما يحدث ليس الأسوأ بعد، هناك بالفعل دلائل على أن الدمار المرتبط بالمناخ سيزداد سوءًا في السنوات القادمة، كانت الأمطار هذا العام أثقل بنسبة 87% من متوسط هطول الأمطار”.

وأرجع الدمار المتزايد الذي تشهده باكستان بسبب الرياح الموسمية إلى عوامل خارجية عن إرادة أي شخص، وهي التغيرات المناخية وأخرى داخلية، حيث أظهر المسؤولون الحكوميون عدم الكفاءة وعدم القدرة على التنسيق، كما أن التخطيط الحضري المتقطع جعل المدن الرئيسية معرضة بشكل خاص للأضرار.

 أزمة اقتصادية

أشار إلى أن آثار الدمار تسببت في موجة من الاحتجاجات من جانب السكان، بسبب عدم استعداد الحكومة للتعامل مع الفيضانات في المناطق الحضرية، رغم أنها تكافح منذ عهد عمران خان لكن دون جدوى، هناك أزمات متتالية حيث يعاني الاقتصاد منذ بداية جائحة فيروس كورونا، ثم حرب أوكرانيا والآن كوارث طبيعية.

وحول الاستجابة الدولية، قال إن “الإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا استجابت لنداء الكوارث، إلا أنه لا تزال هناك حاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات، قد تضطر السلطات إلى تحويل منح التنمية وتمويل الميزانية المحتمل لإدارة التداعيات.. سنواجه وقتًا عصيبًا جدًّا في المستقبل”.

skynewsarabia.com