وسجلت اليونان أول حالة إصابة بفيروس كورونا في 26 فبراير الماضي، وكانت لأمرأة من مدينة سالونيك شمالي البلاد عادت لتوها من شمال إيطاليا رفقة طفلها.
وعلى الفور أدخلت المرأة إلى الحجر الصحي، فيما سارعت السلطات إلى إغلاق مدرسة الطفل.
لكن في اليوم التالي، أعلنت الحكومة اليونانية عن 3 إصابات أخرى، الأمر الذي استدعى تحركا أسرع وأوسع.
فقد ألغت الحكومة جميع المهرجانات التي كانت مقررة في البلاد مع قدوم الربيع، وعادة ما كانت تستمر 14 يوميا، وفي الأسبوع الثاني من مارس تم إغلاق جميع المدارس، تبعها إغلاق المطاعم وقطاع الأعمال برمته.
وقال وزير الصحة اليوناني فاسيليس كيكيلياس لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية: “اتخذنا إجراءات سريعة في وقت مبكر للتصدي لهذا الخطر الذي يهدد الصحة العامة”، وأضاف أن الحكومة تواصلت على الفور مع خبراء الأمراض المعدية وعلماء الأوبئة في البلاد، من أجل التصدي للتهدريد الذي يشكله الفيروس، بحيث يتم كبحه انتشاره مبكرا.
ويعود جزء كبير من الفضل في احتواء اليونان للأزمة سريعا، إلى خبير الأمراض المعدية البروفيسور سوتيريس تسيودراس، الذي استشعر خطر المرض في وقت مبكر بعد أن بدأ يتصاعد في الجارة إيطاليا.
وأنشأت السلطات اليونانية غرفة عمليات تضم 26 عالما، وأقامت 13 مركزا طبيا لدراسة تداعيات المرض، وهو ما لم تتنبه له إيطاليا بهذه السرعة، الأمر الذي أدى إلى انتشار الفيروس على نطاق واسع وبسرعة كبيرة.
ومع بلوغ عدد إصابات فيروس كورونا في إيطاليا أكثر من 100 ألف حالة، كان العدد في اليونان لا يتجاوز ألفي شخص، بسبب الاستجابة السريعة للتصدي للفيروس.
وبحلول 26 مارس الماضي، كانت اليونان تعيش حالة من الطوارئ، فقد انتشر رجال الشرطة في شوارع البلاد، وتم تشديد إجراءات التنقل، وفرض سياسة التباعد الاجتماعي.