وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد لمح إلى مثل هذه الخطوة، في الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث قال إنه “من المصلحة الذاتية الجماعية للغرب أن يفشل أي غزو روسي“، مشددا على أن “أي غزو سيؤدي إلى جيل من إراقة الدماء والبؤس”، حيث سيخوض الأوكرانيون حملة شرسة لمقاومة القوات الروسية.
وتم التأكيد على الرسالة في اجتماع بين جونسون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على هامش المؤتمر ذاته، حيث توقع الزعيمان “مقاومة شرسة” للغزو، بحسب الصحيفة البريطانية.
وتجري مناقشات مماثلة في الولايات المتحدة، حيث تشير التقارير إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أخبر أعضاء بمجلس الشيوخ، أن أميركا “مستعدة لتسليح المقاومة، ولن تقبل انتصارا عسكريا روسيا يمحو الحق القومي بتقرير المصير”.
وحتى الآن، اقتصر النقاش العام على العقوبات الاقتصادية الهائلة التي سيفرضها الغرب على الاقتصاد الروسي والدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتن، كما اتخذت خطوات لحماية الجناح الشرقي للناتو، بشكل أساسي في بولندا ورومانيا ودول البلطيق.
وقد استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال قوات من بلاده إلى أوكرانيا، لأن الولايات المتحدة ليس لديها التزام قانوني بمساعدة أوكرانيا يمتد ليشمل تقديم المساعدة العسكرية.
ومع ذلك، أوضح جونسون أن الغرب “يجب أن يقف إلى جانب أوكرانيا من خلال ضمان صد روسيا في نهاية المطاف”.
وقد تنبأ رئيس وزراء بريطانيا بإمكانية إرسال مزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، عندما أضاف: “علينا أن نحضر أنفسنا لاحتمال حدوث أزمة طويلة الأمد، مع استمرار روسيا في الضغط والبحث عن نقاط الضعف على مدى فترة طويلة، وعلينا معا أن نرفض أن يتم استنزافنا”.
ولا تزال طبيعة المساعدة العسكرية والكشف عنها علنا قيد المناقشة، ويعتمد نطاقها جزئيا على تطور الأحداث على الأرض.
علنا، قال جونسون حتى الآن فقط إنه “من الممكن توريد أسلحة”، مضيفا أنه “لن يستبعد ذلك”، إلا أن الغرب لن يرغب في أن يُنظر إليه على أنه يدعم “مقاومة دموية”، تخاطر بنشوب صراع أوسع بين الناتو وروسيا.
وفي الولايات المتحدة، وافقت إدارة بايدن على تقديم حوالي 650 مليون دولار من المعدات العسكرية إلى كييف في العام الماضي، ومؤخرا، سمحت بتقديم حزمة بقيمة 200 مليون دولار لأوكرانيا، تضمنت صواريخ جافلين المضادة للدبابات، وغيرها من الأنظمة العسكرية، وقاذفات قنابل وذخائر.
كما سمحت الولايات المتحدة لدول البلطيق بإرسال أسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات.
وبالعودة إلى الاجتماع المهم في ميونيخ، حذر جونسون من “معركة مطولة بعد أي غزو لا يمكن لروسيا احتواؤه”.
وتابع: “الحرب الخاطفة ستتبعها فترة طويلة وبشعة من الانتقام والتمرد، وسيحزن الآباء الروس على فقدان الجنود الشباب، الذين هم أبرياء تماما مثل الأوكرانيين الذين يستعدون الآن (لتلقي) للهجوم”.
واستطرد: “إذا تم اجتياح أوكرانيا بالقوة الغاشمة، فأنا أفشل في رؤية كيف يمكن لدولة تغطي ما يقرب من ربع مليون ميل مربع – أكبر دولة في أوروبا باستثناء روسيا – أن يتم إخضاعها إلى الأبد”.
جاء ذلك في الوقت الذي طالب فيه زيلينسكي بمزيد من الدعم من الغرب في مواجهة العدوان الروسي، والفرض الفوري لعقوبات صارمة على روسيا، التي تعهد القادة بفرضها في حالة حدوث غزو.