وأكملت موسكو بنجاح تجاربها لاختبار “تسيركون”، الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الأسبوع الماضي، بأنه “جزءٌ من جيل جديد من أنظمة أسلحة لا مثيل لها”، تصل سرعتها إلى 9 أمثال سرعة الصوت.
وستصبح فرقاطة الأميرال “جولوفكو” أول فرقاطة روسية يتم تسليحها بتلك الصواريخ فائقة القدرات، وفقًا لوكالة “تاس” الروسية.
ووفقا لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فإن الأنظمة فرط الصوتية هي “العمود الفقري لقوات الردع الروسية غير النووية“.
مميزات الصاروخ
تصل السرعة القصوى لـ”تسيركون” إلى 9 ماخ، وهو ما يزيد على 10 آلاف كلم في الساعة، على ارتفاع 20 كلم.
ويكمن الغرض الرئيسي لصاروخ “تسيركون” في استهداف سفن الخصوم من فئات مختلفة من الفرقاطات إلى حاملات الطائرات، وغيرها من الأهداف المجاورة في نصف قطر التدمير.
وتجعل الخصائص الفرط صوتية لهذا الصاروخ، من المستحيل تفاديه أو اكتشاف إطلاقه في الوقت المناسب.
كما يمكن لهذا النوع من الصواريخ الفرط صوتية أن تنهي “عصر حاملات الطائرات”، ويحدّ من قدرات الخصم الافتراضي على تنظيم دفاع جوي مضاد للصواريخ في نصف قطر 1000 كلم، وهو مدى إطلاق هذا الصاروخ.
وفي تقدير الخبير العسكري الروسي، إيغور كونالكوف، فإن مدى عمل “تسيركون ” يصل إلى 620 ميلا، أي ألف كلم، لافتا إلى أنه “في حال استخدامه من غواصة أو سفينة حربية، يمكن أن يستهدف الولايات المتحدة وبلدان حلف الناتو”.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هذا الصاروخ يثير مخاوف لدى تلك الدول، لقدرته على الوصول إليها”.
واستطرد: “صاروخ تسيركون اجتاز مرحلة الاختبار بنجاح، في الوصول إلى الهدف وفق جميع المعايير المحددة له وإصابته بدقة، مما يعني أنه مذهل وخطير وإضافة للجيش الروسي“.
“الصاروخ المجنح”
بطاريات “تسيركون” الساحلية قادرة على فتح مظلة قوية فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في 2014، ومنطقة دول البلطيق، وذلك بتعاون صواريخ “أرض – جو” من طراز “إس – 300” و”إس – 400“.
وتصف تقارير عسكرية الصاروخ الروسي الجديد، بـ”الوحش والمذهل”؛ نظرا لقدراته الهائلة على المناورة، وكونه “صاروخا مجنحا قادرا على الوصول إلى سرعات لا تمتلكها باقي منظومات الدفاع الجوي حول العالم”.
كما أنه أول صاروخ روسي، مجنح وفرط صوتي، قادر على القيام برحلة إيرودينامية طويلة المدى مع المناورة في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي باستخدام قوة الدفع لمحركه الخاص على طول مسافة التحليق بأسرها.
كذلك يستطيع “تسيركون” ضرب الأهداف الموجودة على سطح الماء والبر بالفعالية نفسها.
ويمكن لهذا النوع من الصواريخ حمل رؤوس نووية أو رأس حربي تقليدي ينطلق بسرعات هائلة لتدمير أهداف بدقة شديدة، دون الحاجة لوقود دافع، بل باستخدام الطاقة الحركية فقط.
وعلَّق موقع “فورتي فايف” الأميركي، بأن الصواريخ الفرط صوتية يمكن أن تحلّق بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت، أي ما يعادل 3 آلاف ميل في الساعة، الأمر الذي يعقّد اعتراضها.
وأوضح أن صاروخ “تسيركون” الروسي “قادر على التحليق بسرعة 9 ماخ، ما يعادل نحو 7 آلاف ميل في الساعة، مما يعني أنه من المستحيل اعتراضه بأي حال من الأحوال”.