وبات إرسال الذخائر إلى أوكرانيا أولوية قصوى للدول الأوروبية والولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون هذه القضية على رأس جدول الأعمال عندما يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن مع المستشار الألماني أولاف شولتز في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يُناقش وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي تلك المقترحات في اجتماع بالسويد الأسبوع المقبل، في الوقت الذي ذكرت إستونيا، التي أثارت القضية لأول مرة، أن دول التكتل يجب أن تستثمر ما يقرب من 4.3 مليار دولار؛ لشراء مليون طلقة من الذخيرة التي تقول أوكرانيا إنها بحاجة إليها هذا العام.
وذكرت أن روسيا تُطلق حاليًا نفس الكمية من الذخيرة في يوم واحد في أوكرانيا، والتي يمكن أن تنتجها أوروبا في شهر واحد.
وهذا ما سبق وأن أشار إليه الرئيس السابق لمؤتمر ميونيخ للأمن، فولفجانج إيشينغَر، في مقابلة صحفية، بأن كمية الذخائر التي تطلقها أوكرانيا في يوم واحد، تعادل الكمية التي تنتجها ألمانيا في 6 أشهر، مما يضع الأمور في نصابها بأن القارة العجوز باتت مطالبة بالعمل كيدٍ واحدة.
3 مسارات رئيسية
تدعو الخطة المقترحة وفقًا لوثيقة حصلت عليها شبكة “بلومبرغ”، إلى:
- النقل الفوري للذخائر إلى أوكرانيا، ولا سيما طلقات المدفعية عيار 155 ملم من المخزونات الحالية أو الطلبات المُعلقة.
- استخدام إطار الشراء المشترك لتجميع الطلبات إلى الصناعة الأوروبية، وإعادة ملء مخزونات الدول الأعضاء.
- رفع قدرات الإنتاج داخل التكتل.
واعتبرت الخطة أن العناصر الثلاثة ضرورية للحفاظ على استمرار دعم أوروبا لأوكرانيا خلال المرحلة المقبلة من الحرب، وسط تصعيد مُرتقب.
ومن المقرر أن يشهد أحد المسارات الرئيسية للخطة، تلبية متطلبات أوكرانيا من خلال مشروع مشتريات مدته 7 سنوات سيتم إطلاقه قريبًا بقيادة وكالة الدفاع الأوروبية؛ لتغطية احتياجات الدول الأعضاء، بداية من ذخيرة الأسلحة الصغيرة وحتى قذائف 155 ملم.
دعم متواصل
وشدد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، على أن التكتل سيواصل تقديم الأسلحة والذخائر وكافة المعدات العسكرية إلى كييف، التزامًا بنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على حق البلدان في الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان.
وفي مطلع العام الماضي، اعتمد الاتحاد الأوروبي حزمته السابعة من الدعم العسكري التي تبلغ 500 مليون يورو لأوكرانيا، ليصبح إجمالي ما قدمه حتى الآن 3.6 مليار يورو من المساعدات العسكرية.
بدوره، شدد مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، على أهمية الدعم الغربي لأوكرانيا، في ظل استمرار الصراع في أوكرانيا لـ”فترة طويلة في المستقبل”.
وقال “ألبيركي” في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إنه “بشكل واضح فإن الدعم الغربي لكييف هو سبب استمرارها في الحرب أمام روسيا إلى الآن، عبر تقديم الكثير من المساعدات العسكرية، والتي تشمل صواريخ مضادة للدبابات، وكذلك دبابات وناقلات جنود، فضلًا عن الكثير من الذخائر لاستمرار تشغيل معداتها في مواجهة القوات الروسية”.
ولفت إلى أن الحرب في أوكرانيا من المُرجح أن تستمر لفترات طويلة مقبلة، وبالتالي من المهم استمرار تعزيز الدعم العسكري وعلى رأس ذلك “الذخائر”.