وتوقع خبير عسكري في تعليقه لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “تُزيح” بكين الأسطول الأميركي من قائمة “الأقوى” قريبا، فيما يُعدد باحث سياسي دوافع الصين الحربية والتجارية لتسريع تحديث أسطولها، والمتوقع أن تصل إليه.
ووفق تصنيف يضعه “الدليل العالمي للسفن الحربية العسكرية الحديثة” على موقعه الإلكتروني حول قائمة أقوى الأساطيل لعام 2023، احتلت الولايات المتحدة الأميركية الصدارة بـ 323.9 نقطة، وجاءت الصين في المرتبة الثانية بـ318.5 نقطة، فيما حصلت روسيا على 242.5 نقطة.
واعتمد الدليل، في التصنيف على رصد شامل لنقاط القوة ونقاط الضعف للأساطيل الحربية حول العالم.
قلق أميركي
وسابقا حذر قادة البحرية الأميركية من أن حجم الأسطول العسكري والمدني الذي تملكه الصين سيجعلها قادرة على فرض سيطرة بحرية عسكرية وعلى مجال الشحن؛ ما يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.
وفي كلمة في نادي الصحافة الوطني في الولايات المتحدة، فبراير الماضي، قال وزير البحرية الأميركي، كارلوس ديل تورو، إن البحرية الصينية تتمتع “بميزة كبيرة” عن نظيرتها الأميركية تتعلق بحجم الأسطول.
وتحدث بشكل خاص عن أن بكين لديها 13 حوضا لبناء السفن “بعضها بسعة أكبر مما لدينا، وهذا يمثل تهديدا حقيقيا”، وفق ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأميركية.
إزاحة أميركا
الخبير العسكري، عماد الشامي، يتوقع أن الصين “التي استطاعت الوصول لهذه المكانة خلال 20 عام ستزيح الولايات المتحدة قريبا جدا من عرش أقوى الأساطيل العالمية”.
ويُرجع الشامي وصول الصين لهذا الترتيب المتقدم إلى:
• دمج صناعة السفن المدنية والعسكرية أعطى تفوقا كبيرا للصين، ورأينا مؤخرا كثيرا من السفن المدنية مسلحة برشاشات وأسلحة متوسطة وردارات دفاع جوي.
• إن كانت واشنطن تصنع الفارق لصالحها بحاملات الطائرات والغواصات النووية، فإن الصين خلال الخمس سنوات السابقة كثفت صناعة الغواصات وحاملة الطائرات، وفي غضون عام ستدخل حاملة طائرات جديدة وغواصات الخدمة في الجيش.
• الصين بدأت أيضا إضافة تقنيات ذكاء اصطناعي داخل وحدات الجيش، وهذا بالتأكيد سيضيف لها المزيد من القوة.
• بالإضافة إلى التكنولوجيا المتطورة في صناعة السفن، فإن امتلاك بكين أكبر أسطول في العالمح ما سيجعلها تتصدر قائمة أقوى الأساطيل.
ويلفت الشامي إلى أن من دوافع تسريع الصين تحديث أسطولها، هو أنها “على يقين بأن المواجهة القادمة ستكون بحرية”، في إشارة إلى صراع محتمل بين الصين وتايوان، قد تقف أميركا فيه بأسطولها بجانب تاييه.
تطويق البحار والمحيطات
يتفق مازن حسن، الباحث في الشؤون الصينية، مع زميله في أن الصين تحدث مؤسستها الدفاعية؛ استعدادا لحدوث مواجهة في أي وقت.
ويضيف على ذلك دوافع أخرى لبكين، تخص تمديد أذرعها الاقتصادية في العالم، وحماية الممرات البحرية التي تمر فيها تجارتها.
ويضيف موضحا:
• 90 بالمئة من تجارة العالم تسير في البحار والمحيطات، وإذا نجحت الصين في توفير خدمات النقل والشحن بأسعار تقل عن سفن الشحن الأخرى؛ فبالتأكيد تستطيع فرض سيطرة على الطرق والممرات دون أن يكلفها هذا طلقة واحدة.
• الصين تضع عينها على الطرق التي تجعل اقتصادها فولاذي ضد أي عقوبات.
• السيطرة على صناعة السفن سيعطيها الكثير من القوة والتفوق على غريمها التقليدي، واشنطن.
• الصراع القادم سيكون بحريا في بحر الصين الجنوبي، وهذا يعني أن الصين اختارت السلاح الذي سيضمن لها التفوق، وأميركا يبدو أنها غفلت عن هذا، وتركت المساحة لبكين للسيطرة.
• أما بالنسبة لروسيا، فإن حرب أوكرانيا أثرت على أسطولها، وكشف سلبيات داخله بعد الهجمات الناجحة التي شنها ضده الجيش الأوكراني.